من الهكواتي إلى بكّار ذات تغريدة وفاء


تغريدة لخلود الفرح

إلى توفيق بكّار احتفاء بخلود روحه فينا بعد انصرافه عنّا جسما
الهكواتي سالم اللبان

ألقيت هذه القصيدة في عرضنا "تغريدة وفاء"، ذات 17 جوان 2017، على ركح فضاء الهواء الطلق بالمكتبة المعلوماتية بأريانة

بكار والهكواتي على ركح دار الثقافة ابن رشيق في 24 ماي 2014، 
ذات احتفاء لم يحظ بمثله مبدع على قيد الحياة قبله (ولا بعده إلى اليوم)*

مَقَالُ الحُبِّ صَعْبٌ فِي المَغِيبِ
فَأَيُّ القَوْلِ أَطْرُزُ لِلْحَبِيبِ؟
مَضَى كَالطَّيْفِ فِي صَمْتٍ مَهِيبٍ
بِهِ يُغْنِيكِ عَنْ قَوْلٍ مَهِيبِ
إِذَا مَا النُّطْقُ أَعْوَزَهُ البَيَانُ
فَمَا جَدْوَى الكَلَامِ إِذًا؟ أَجِيبِي
أَنَا يَا نَفْسُ لَسْتُ أَسْيرَ طِينٍ
لِعُمْقِ الطِّينِ عَوْدُهُ فِي الغُرُوبِ
أَنَا لِلرُّوحِ، وَهْيَ إِلَى خُلُودٍ،
وَفَائِي، لَيْسَ لِلْبَدَنِ السَّلِيبِ
فَعُذْرًا أَيُّهَا الجَسَدُ المُوَارَى
إِذَا امْتَنَعَتْ دُمُوعِي عَنْ سُكُوبِ
أَنَا قَدْ خَيَّرُونِي بَيْنَ حُزْنٍ
وَأَفْرَاحٍ تَجَذَّرُ فِي القُلُوبِ
فَخَيَّرْتُ الإِقَامَةَ فِي الأَغَانِي
وَأَخْلَيْتُ القَرِيضَ مِنَ النَّحِيبِ
فَتَوْفِيقُ الَّذِي يَرْثُونَ حَيٌّ
مَدَى الأَزْمَانِ فِي الكَوْنِ الرَّحِيبِ
وَلَا مَرْثَاةَ لِلْأَحْيَاءِ مِنَّا
بِفَيْضِ العِلْمِ وَالفِكْرِ الخَصِيبِ
وَعِلْمُكَ يَا مُعَلِّمُ ظَلَّ فِينَا
غِذَاءً لِلْمُعَلِّمِ وَالأَدِيبِ
وَمِنْهَاجًا زَرَعْتَهُ فِي النَّوَادِي
أَضَاءَ الدَّرْبَ لِلْفَطِنِ اللَّبِيبِ
وَمِفْتَاحًا إِذَا انْغَلَقَتْ نُصُوصٌ
تُنَاوِرُنَا كَأَمْكَرِ مِنْ لَعُوبِ
وَفِي الوِجْدَانِ مِنْكَ صَدًى سَيَبْقَى
رَفِيقِي فِي المَدَائِنِ وَالدُّرُوبِ
فَلَنْ أَرْثِيكَ يَا بَكَّارُ إِنِّي
إِذًا سَأَكُونُ أَفْلَسَ مِنْ حَرِيبِ
فَمَا العِرْفَانُ أَنْ تَجْرِي دُمُوعٌ
تُدِيرُ الرِّيحَ فِي مَجْرَى الهُبُوبِ
وَلَا العِرْفَانُ أَنْ نَدْعُوكَ رَبًّا
سَمَا عَنْ نَقْدِ مُجْتَهِدٍ مُصِيبِ
وَفَائِي مَحْفَلٌ فِيهِ أُغَنِّي
خُلُودَ الفِكْرِ وَالفَنِّ العَجِيبِ
وَعِرْفَانِي لِمَا أَبْقَيْتَ فِينَا
يُضِيءُ مِنَ الشَّمَالِ إِلَى الجَنُوبِ


باريس – مونيخ ، ماي 2017


* اللوحة في خلفية الصورة أعدت مخصوصا لحفل الاحتفاء، وقد رسمها الأستاذ رضوان العيادي، وقدمت لأستاذ الأجيال هدية من جمعيتنا معابر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني