المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٠٩

بوصلة سيدي النّا... 18 مخبأ القمر

صورة
سنتي على جناح السّرد 48 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 18 من 23– 30 جانفي 2009 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة السابعة : مخبأ القمر "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي أين يختبئ قمر الليالي الظّلماء ؟ هذا هو الإشكال الحقيقي. لو عرفت المخبأ، لفهمت ربّما سرّ كلّ هذه العتمة التي تعمي بصيرتي وتلتفّ على ذاكرتي فتمنعني من الوصول إلى آخر طريقي. حتّى في الحلم، يظلم المشهد فجأة، وفجأة يختفي القمر في مخبئه المجهول. فأجدني أسبح في الغياهب، ولا أدري إن كنت سأستيقظ أم أنّ كابوسا جديدا سيتلقّفني ساخنا مع مطلع قمر جديد. ... متعوّد على العتمة. وحدي من جديد، ممدّد على محفّة، وعلى عينيّ عصابة سوداء. قاعة الاستماع تسبح في الظّلمة. وممرّض السّجن فظّ غليظ القلب، يطبّق تعليمات رؤسائه ولا يريد حتّى سماع رأيي. أصيح فيه بأنّني أعترف بأبوّة ميارى دون أيّ حاجة إلى تحليل جينيّ. ولكنّه يغرز في عرقي، مع ذلك، إبرة بطول الرّمح، ليملأ من دمي قارورة كاملة. ثمّ ينصرف ضاحكا منّي، بينما لا رغبة لي في الضّحك. ***** ... مغارة بونيّة منقورة في الصّخر على رشم الماء. ياه ... جزيرة الغدامسي أخيرا... كيف وصل

بوصلة سيدي النّا... 17 هاوية النّسيان، ثانية

صورة
سنتي على جناح السّرد 47 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 17 من 23– 23 جانفي 2009 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة السادسة 2 : هاوية النّسيان، ثانية "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي بقية اللقاء رقم....... ..................... - لقد تقرّر، للأسف، أن تنتهي المهلة التي أعطيت لنا، اليوم. وعليّ أن أعرف حالاّ ما هو قرارك. ............ أنا آسفة يا سي الأمجد. ولكن عليّ تنبيهك إلى أنّه لم يعد بإمكان أحد أن ينتظر مثلما انتظرنا. أنا أيضا صرت مقتنعة بأن لا طائل من هذه المقابلات بعد حصّة اليوم. وإذا لم تجبني الآن فإنّني سأضطرّ إلى الانسحاب بلا رجعة. وأنت تعرف ماذا يعني أن أعلن فشلي. سيكون لهم أن يستنتجوا ما يرونه صالحا. سيكون من حقّهم أن يتعاملوا معك بما يرونه مفيدا. - أريد أن أفهم كيف... - لم يعد عندي وقت لأشرح لك أيّ شيء، يا سي الأمجد. يبدو أنّك لم تفهم كلامي جيّدا. أجبني، إن أردت جوابا، على قدر سؤالي، لا أكثر ولا أقلّ : أين قابلت نادية بالعيساويّة أوّل مرّة ؟ جواب في كلمة واحدة وإلاّ فإنّني سأخرج من هنا ولن تراني بعد الآن. - ................ .... في السّلوقيّة..... في السّ

بوصلة سيدي النّا... 16 هاوية النّسيان

صورة
سنتي على جناح السّرد 46 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 16 من 23– 16 جانفي 2009 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة السادسة 1 : هاوية النّسيان "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي لأسباب أدبيّة بحتة لا علاقة لها بالرّقابة، وردت توصية استثنائية بالإشارة إلى المصدر هنا على النّحو التّالي : "هذه أيضا مقتطفات من وثيقة مستخرجة من ملفّ المتّهم محمّد الأمجد بن الحبيب بن البحري بريقشة. الوثيقة الأصلية تدوين لتسجيل اللقاء رقم....... الذي جمع المتهم بالسّيدة......... رئيسة مصلحة .................. وذلك صباح يوم .............. في قاعة الإصغاء رقم ................ "أفرغها" على الحاسوب ومنه على الورق : راء باء تاء. اختار المقتطفات: هاء سين لام (هسل). ................. .................................................................................................................................................................................................. - ها أنت أخيرا تقرّر أخذ الكلمة من جديد. هل نمت جيّدا ؟ - نعم. - هل تشعر، على الأقل، بشيء من التّحسّن ؟ - نعم

بوصلة سيدي النّا... 15 أجنحة لفراشة تلتهب، ختاما

صورة
سنتي على جناح السّرد 45 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 15 من 23– 09 جانفي 2009 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة الخامسة 3 : أجنحة لفراشة تلتهب، ختاما "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي انتهى الحلم. انتهى. صحيح أنّني لم أعد أعرف شيئا عن بدايات أحلامي ولا عن خواتمها. ولكنّ الحلم انتهى فعلا. انتهى الحلم، أفقا أفتحه بإرادتي إذ أستسلم إلى نومي أو أسرح مبتعدا عن واقع يومي إلى دنيا خيالي. انتهى الحلم، مأوى لا أؤوب منه إلاّ بإلحاح من محيطي الحميم كلّما طلع النّهار، أو باقتحام من واقعي يفرض سلطان روتينه اليوميّ ملوّحا إليّ بأمل في انفراج ممكن. انتهى الحلم. انتهى. ولكن لا لانتقال منه إلى يقظة لي فيها معالم واضحة. ولا لعودة منه إلى واقع لي فيه ما يغريني أو ما يستفزّني أو حتّى ما يعتدي عليّ. ولكنّ الحلم لم ينته إلاّ لتتوالى الكوابيس بلا هوادة. كوابيس الواقع تقتحم عليّ منامي، وكوابيس المنام تنتشر في مدار واقعي. فيرتبط بعضها ببعض متسلسلة بلا توقّف، لا يقظة من هذا ولا عودة من ذاك، حلقة لا تنتهي إلاّ لتبدأ من جديد. انتهى الحلم. انتهى هذا الكائن الحكائي الذي كانت بإمكاني السّيطرة

بوصلة سيدي النّا... 14 أجنحة لفراشة تلتهب، ثانية

صورة
سنتي على جناح السّرد 44 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 14 من 23– 02 جانفي 2009 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة الخامسة 2 : أجنحة لفراشة تلتهب، ثانية "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي مرآة. من لي بمرآة ؟ أحتاج إلى رؤية وجهي. هل أنا أنا، أم أنا غيري ؟ أَتْرُكُنِي هنا وحدي هامدا على الحصى والرّمل. أنهَضُ منّي وأجري باحثا عن مرايا، كما لو أنّ هذا الخلاء يمكن أن يعجّ بها. الطّريق الرّئيسيّة على مرمى حجر منّي. الحافلة متوقّفة على حاشية الطّريق. أجري نـحو الحافلة، فقط لأطلب مرآة. ربّما كان قصدي الأصلي من التلويح إلى السّائق، شيء آخر تماما. ولكنّني إذ أجري الآن إلى حيث توقّفت الحافلة، فلا أرغب في شيء أكثر من مشاهدة وجهي في مرآة. قلت هذا للسّائق، حين وصلت أخيرا قرب حافلته. فابتسم. فأضفت هامسا، كما لأرشوه : "عندي، لو تدري، مال كثير. أعطيك ما تريد. فقط دعني أرَ وجهي في مرآتك العاكسة". نظر إليّ السّائق من علوّ كرسيّ القيادة. ودون أن يقول شيئا، حرّك المرآة التي على يساره، يقلّبها في اتجاه الأرض، حتّى أتمكّن من رؤية وجهي فيها. قلت له : "شكرا لك. هذا يكفيني. هك