المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٠٩

بوصلة سيدي النّا... 22 نداء الجليد

صورة
سنتي على جناح السّرد 52 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 22 من 23– 27 فيفري2009 المسلك الثالث : بدري في التّمّ الوجهة الرّابعة : نداء الثّلج "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي هذه الوثيقة خطاب أودعه سفيان الجريدي في صندوق بريد الأستاذة شين باء ميم، محامية المتّهم محمّد الأمجد بن الحبيب بن البحري بريقشة، صبيحة يوم الجمعة 27 فيفري 2009. صديقتي، عمت صباحا أكتب إليك هذه السّطور من مقهى "الفنك"، قبالة محطّة الحافلة في مدخل حيّكم. ألجأ إلى الكتابة بعد أن اتّضح لي أنّ الظّرف الذي أحمله إليك أعرض من أن تتّسع لدخوله فتحة صندوق بريدك. رقم الهاتف الجوّال في أعلى الصّفحة، هو لليندا. اتّصلي بها، وستسلّمك هي ظرفا كرتونيّا حرصت على إحكام غلقه بشريط لاصق. ليندا طالبة من العائلة. هي وخطيبها الآن معي، لتشييعي بسيّارة هذا الأخير. هي لا تعرف عن محتوى الظّرف أكثر من أنّه شيء ذو قيمة عاطفيّة رفيعة بالنّسبة إلينا معا، وأنّه عليها أن تخصّ الظّرف ببالغ عنايتها وتحافظ عليه تماما كما أودعته عندها. ولكنّها تعرف عن علاقتنا، في المقابل، فكرة أشعتها في العائلة، منذ اليوم الأوّل، لذرّ الرّماد

بوصلة سيدي النّا... 21 دائرة الحمار والفراشة

صورة
سنتي على جناح السّرد 51 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 21 من 23– 20 فيفري2009 المسلك الثالث : بدري في التّمّ الوجهة الثّالة : دائرة الحمار والفراشة "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي بماذا كانوا يريدونني أن أعترف ؟ وماذا كانوا يريدون منّي أن أقول ؟ واضح بالمنطق أنّني لم أغمض عينيّ على كثيب الرّمل في الصّحراء لأفتحهما مباشرة أمام جامع القادريّة في الكاف. ولكنّ ما كانوا يريدونه هو أن أعترف بأنّني أعرف أشياء عمّا جرى بين هذه اللحظة وتلك وبأنّني حرصت على إخفاء معلوماتي عنهم طيلة التّحقيق. كانوا يريدون تصريحا بأنّني عبرت الحوض المنجميّ أثناء رحلتي، وبأنّني كنت عندها قد استعدت وعيي تماما، وصرت أميّز الشّمال من الجنوب والشّروق من الغروب، وبأنّني، حين حللت بالرّديّف، وجدت المدينة تغلي غليان بركان، وبأنّني، لخبرتي الطّويلة بالبطالة والخصاصة وانسداد الآفاق، كنت أفهم جيّدا تلك الأناشيد التي كانت تردّدها الجموع. وماذا أيضا ؟ هل كان عليّ أن أقول لهم أيضا، إنّه كان يمكنني أن أنضمّ إلى هؤلاء الغاضبين وأن أغنّي معهم كلّ أناشيدهم لو لم أكن منشغلا بالبحث عمّن يأخذ منّي بوصلة سيدي النّا...

بوصلة سيدي النّا... 20 نخلة وادي الباي

صورة
سنتي على جناح السّرد 50 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 20 من 23– 13 فيفري2009 المسلك الثالث : بدري في التّمّ الوجهة الثانية : نخلة وادي الباي "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي هذه بعض مقتطفات، صيغت في شكل يوميات، من كنش مذكّرات للأستاذة شين باء ميم، محامية المتّهم محمّد الأمجد بريقشة. قفصة - الأربعاء ظهرا : أنا في قفصة، حيث تحوّلت كما تحوّل عديد الزّملاء لحضور محاكمة الحوض المنجمي. اغتنمت فرصة إقامتي هنا للاتصال بالسيّد سفيان الجريدي، أستاذ اللغة العربية ومسؤول فرع اتّحاد الطّلبة السّابق، الذي ورد ذكر اسمه في تصريحات موكّلي محمد الأمجد بريقشة. ذهبت دون سابق اتّصال، بعد أن دلّني زميل على كيفية الوصول إليه. فطرقت باب مكتبه في المصلحة الإدارية التي يشتغل بها، ملحقا من سلك التّعليم. ولأنّ موضوع زيارتي لم يكن ذا علاقة بشغله، فقد اتّفقنا على موعد في وقت آخر. وجاء حسب الاتفاق. أوّل ما ألاحظه في السّيد الجريدي تقيّده بمواعيده. وهذه وحدها خصلة نادرة في هذا الزّمن. ثم إنّه بدا لي، إلى جانب هذا، خيّرا ومتخلّقا وواقعيّا ومباشرا. قال لي بصراحة إنّه شكّل لنفسه رأيا خاصّا في المحاكمة الت

بوصلة سيدي النّا... 19 زقاق الصّمت، عدد 3

صورة
سنتي على جناح السّرد 49 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 19 من 23– 06 فيفري2009 المسلك الثالث : بدري في التّمّ الوجهة الأولى : زقاق الصّمت، عدد 3 "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي ليس كباب تونس مجرى تهبّ عبره الرّياح. معروفة رياح باب تونس. تهبّ دائما... وهكذا دواليك، إلى آخر ما سلف من القول: اتّجاه واحد... دخول ولا خروج... عبور... انكسار ... انـحدار مع النّهج... صدى لا يصل أبدا... اصطدام بالسّور الأصمّ ... انـحراف ... "اسكت، اصمت، أغلقْ، سدّ"... و"الباب الذي يأتيك منه الرّيح..." و.... تعرفون الحكاية كاملة فلا فائدة من اجترارها مجدّدا. ولكن، الأمر مختلف هذه المرّة. فالمعنيّ بالأمر سكت عن الكلام تماما، حين فهم أنّ خيط حكايته أفلت نهائيّا من بين يديه. ***** سكت محمّد الأمجد بريقشة نهائيّا. فمن قائل إنّه لم يتحمّل الضّغط فأصيب بالخرس الكامل. ومن قائل، بالعكس، إنّه ليس في الأمر خرس بل صمود، إذ أنّه يرفض أن يقول ما لم يكفّ المحقّقون عن السّعي إلى توريطه في جرائم لم يرتكبها. ومن قائل إنّهم يئسوا من أن ينتزعوا منه أي اعتراف، فتركوا سبيله، وانتهوا بإيوائه مع ذوي