المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٠٨

دمّل ... في حوض القرنفل

صورة
سنتي على جناح السّرد – النّص 08 من 53 – 28 مارس 2008 دمّل ... في حوض القرنفل ماذا كان عليّ أن أقول ؟ إنّني، على ما يُعرف عن المذيعين العرب من ثرثرة ومن فتوحات مهنيّة في مجال ملء الفراغ بالكلام، لا أقدر على تنشيط محادثة تدوم بضع دقائق، يستغرقها تناول وجبة عشاء ؟ إنّني لست الشّخص المؤهّل لمرافقة رجل غريب مسالم، يعتبر ضيفا على العائلة بأسرها، لإعطائه عنّا صورة العائلة الكريمة الخيّرة المضيافة حسنة القبول ؟ من كان سيصدّق هذا؟ ماذا كان عليّ أن أقول ؟ إنّني أنا، السّيد قرع بن قرع، المشتغل في محطّة تلفزيون الباذنجان البرّي في دولة اللّفت الشّقيقة، والعائد صدفة في إجازة لشأن خاصّ، ليس لي وقت لمثل هذه المهامّ البروتوكولية السّخيفة ؟ هل عُرف عنّي أنّني تكبّرت سابقا على أيّ كان ؟ هل رفضت مدّ يد المساعدة يوما في أيّ شأن مهما كان تافها ؟ فبماذا كان عليّ إذًا أن أجيب عمر ولد خالتي الذي اختارني، من دون خلق الله جميعا، لهذه المهمّة الشّاقّة؟ ***** ملقوط ابن ملقوط عمر ولد خالتي هذا، حاشا خالتي. كان دائما يعرف المغارة التي فيها يخفي الشّيطان أبناءه الملاعين. حين كانت عيناي تنظران إ

الحبّ،... أوّله...*

صورة
سنتي على جناح السّرد – النّص 07 من 53 – 21 مارس 2008 الحبّ،... أوّله...* الإهداء : إلى نادي القصّة "أبو القاسم الشّابّي" بتونس، إلى كلّ مبدع ساهم في نشاطه منذ تأسيسه سنة 1961 "أرجوك يا سي النّاصر لا تسخر منّي. بل لا تسخر منّا، نـحن المبتدئين الجدد جميعا. إنّك تعطينا هذه الاستمارات من باب دفع الملام ليس أكثر. كيف تريدنا أن نكتب نصوصا تستجيب لهذه المقاييس التقنية الصّارمة ؟ أبَعدَ كلّ هذه الشروط التي كنت تسرد علينا منذ حين، تريدنا أن نجازف بالتباري معكم؟ ثمّ مع من تريدنا أن نتسابق، ونـحن لم نصبح أعضاء في النادي إلاّ منذ بداية السنة الجديدة ؟ معك أنت ؟ مع الأستاذ الكبير منير عارف ؟ مع محمود بلعيد وأحمد ممّو ونافلة ذهب ويوسف عبد العاطي، ولا أدري من سيشارك من الأعضاء الآخرين ؟ هل تتصوّر أن نشركم الإعلان على صفحات الجرائد وتأكيدكم على القيمة المالية الاستثنائية لهذه الجائزة الجديدة، سوف لن يغري كلّ من انقطع عن الكتابة بالعودة للمشاركة في المسابقة ؟ لماذا تضع أمامي هذه الاستمارةَ إذن ؟ ألوضعي أمام عجزي ؟ أم لتسمع منّي اعترافا بأنني رغم تقاربنا في السنّ أبعد من أن أكون لك ندّا

أنا العربة

صورة
سنتي على جناح السّرد – النّص 06 من 53 – 14 مارس 2008 أنا العربة أنا العربة. في صمت أقف هنا ولا أعرف ما يخبّئ لي غدي. في أزمة كنت، والأزمة مازالت تتهدّدني رغم هذا الهدوء الحزين. أنا العربة. ما كنت أنادَى، "يا كرّيطة"، حتّى أجيب، دون التّفوه بكلمة واحدة : حاضر. لم أكن أجفل أبدا أمام مهمّة. كنت أستجيب سريعا وأترك قهوتي على الطّارمة. قهوة فيلتر سوداء بخمسة طوابع من السّكّر، كان النّادل يحتفظ لي بها حتّى عودتي. نادل يمضي ونادل يجيء وأنا أعرف دائما من أين أسترجع بقية قهوتي. كنت أشربها دائما باردة وأقسّطها على امتداد يوم كامل مع عدد غير محدّد من سجائر بلا مبسم. لا أعرف ما يخبّئ لي غدي. في أزمة كنت، والأزمة مازالت تتهدّدني رغم هذا الهدوء الحزين. أنا العربة. ولست أيّ عربة. بل أنا العربة، بما هي كائن مفرد أو اسم علم معرّف. مازالت توجد عربات أخرى طبعا. ومازال يمكن اِكتراؤها، حين تتوفّر، دائما من نفس المقهى بوسط المدينة. ولكنّها مجرّد عربات. رفيقات مشقّة،ليس أكثر. أمّا أنا، العربة، فكنت على الخلاف منها كلِّها، كائنا ثلاثيّ الأجزاء. ثلاثيّا، بالتأكيد، ولكن واحدا متفردا.

نوّار اللوز...

صورة
سنتي على جناح السّرد – النّص 5 من 53 – 07 مارس 2008 نوّار اللوز... يجمع الرّجل في خصاله بين معنيي اسمه ولقبه: أمين من الأمانة وساكت من السّكوت. لذلك صنع له برهان الشّامخ ملفّا مهنيّا ثريّا بقدرة قادر وانتدبه للعمل معه. ثمّ اصطفاه من دون موظَّفي وصُحُفيي دار النّزهة حتى يكون من صحابته المقرَّبين المؤتَمَنين على أسراره. بل وصل به الأمر إلى جعله شريك أسفاره إلى أصقاع العالم لجمع المعلومات والإعلانات الإشهارية لملحق "النّزهة" السّياحي. بل يقال إنّه من يساعده في ترتيب مواعيد أنسه وقضاء شؤونه العائليّة بل وحتى في تحرير مقالاته. ولكن هذا ما لم يثبت بإمضاء على نصوص منشورة، إلاّ في مناسبة وحيدة. كان ذلك في الملحق الخاصّ بعيد إحدى البلاد التي سافرا إليها معا، والذي نصّ في غلافه على أنّه "من تصوّر وإنجاز برهان الشّامخ بمساعدة أمين السّاكت". ش رايك في نوّار اللوز سي برهان ؟ رفض الشّاف الصّحبي، صاحبُ الدّار، إمضاء لائحة تحويل الأجور لذلك الشهر. وطرح على سي برهان سؤالا عن طبيعة هذه المساعدة. فأكّد له أنّ سفر أمين السّاكت كان مجرّد "برستيج" يخدم صورة الدّار مع أ