المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٠٨

بوصلة سيدي النّا... 13 أجنحة لفراشة تلتهب

صورة
سنتي على جناح السّرد 43 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 13 من 23– 26 ديسمبر 2008 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة الخامسة 1 : أجنحة لفراشة تلتهب "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي ما الموت وما القيامة ؟ ما الموت إن لم يكن تحوّلا من حال إلى حال ؟ وما القيامة إن لم تكن نسيانا وولادة جديدة ؟ وإذًا ؟ إذًا، فقد مات ياسين. مات ياسين بالأغنج. مات بوصفه صديقي. وهذا الذي بقي - إن كان هناك من بقي - هو الطّرهوني، بشر لا أعرفه ولا يمتّ إليّ بصلة. بشر لا أعرفه ولست له مدينا بأيّ شيء. نعم، نعم، أنا لا أعرفه فعلا. فليس هو من أنقذ حياتي. ولا هو من رعاني أوان تلك الحمّى التي ما كانت لتنتهي. بل إنّ ما أنقذني هو ما تبقّى فيه من رواسب ياسين. وتلك رواسب منّي أنا، وأنا منها. والآن وقد مات ياسين فلا يقع عبؤها إلاّ عليّ وليس على أحد غيري. فهي لي، لي وحدي. إن أفلحت فمنها فلاحي، وإن أخفقت فلا ذنب لها في إخفاقي. ومادمت تائها فهي تائهة معي حتّى أجد طريقي وأوصل بوصلة سيدي النّا... إلى مقصدها الموعود. مات ياسين بالأغنج، ملاك الرّحمة، منقذي من الهلاك. والذي بقي - إن كان هناك من بقي – فهو الشّيطا

بوصلة سيدي النّا... 12 غدير المعيز

صورة
سنتي على جناح السّرد 42 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 12 من 23– 19 ديسمبر 2008 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة الرابعة : غدير المعيز "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي هذا نصّ وثيقة مستخرجة من ملفّ المتّهم محمّد الأمجد بن الحبيب بن البحري بريقشة. الوثيقة الأصلية قصاصة صحفيّة أدلت بها الأستاذة شين باء ميم محامية المتّهم التي اقتطعت المقالة لما لها من علاقة بديهية بملفّ موكّلها. صدرت المقالة بتاريخ ..... ضمن صفحة الحوادث في جريدة "......" الأسبوعية، تحت عنوان "شاحنة مسروقة تميط اللثام عن شبكة دعارة وتكشف مجزرة رهيبة في نقطة ماء جبلية قرب قرية توجان الآمنة". لا حديث هذه الأيّام في قرية توجان الآمنة بجنوب البلاد إلاّ عن الجثتين التين اكتشفتهما دورية للحرس الوطني في مكان منزو من هذه المنطقة الجبلية يقع، تقريبا، على بعد سبعة كيلومترات من القرية، وبالتحديد في نقطة ماء موسمية، لم تكن معروفة إلى اليوم، يسميها بعضهم غدير المعيز. كانت البداية مع تلقّي مركز الحرس الذي تتبعه المنطقة بالنّظر، إشعارا من مواطنين يفيد وجود شاحنة صغيرة من نوع 404 باشي قديمة، سل

بوصلة سيدي النّا... 11 نوبة الصّخر والحمّى، ختاما

صورة
سنتي على جناح السّرد 41 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 11 من 23– 12 ديسمبر 2008 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة الثالثة 3 : نوبة الصّخر والحمّى، ختاما "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي أين أنا ؟ قاعة سينما مظلمة. شريط غامض. أبيض وبنّي. ساعة واحدة. جاء قطيع الماعز. "كلب أندلسي". عصير تفّاح أسود. نباح. مجلّة حائطيّة. قصة قصيرة جدّا. شيخوخة مبكّرة. ساعتان اثنتان. لويس بونوال. شاحنة 404 باشي تونس 30. الجثث الشّهية. شعر الأوّلين. رأس كرنب. صَعْدَةُ رأس الطّابية حادّة جدّا. ثلاث ساعات. شِعْرٌ من جنس الأرض-أرض يمشي مع النّاس على الكيّاس. قَوْلٌ يَسْكَرُ إذا استطاع إليه سبيلا. أخيرا انقطع الحيض. جِحْفَةُ عروسٍ مخطوفة. دار الثّقافة ابن خلدون. نصف يوم وليلة واحدة. نائم مع الشّياه. الذّاكرة تنام أيضا. ***** ... غيلان... أنا ياسين بالأغنج يا غيلان. ياسين بالأغنج. وجدتك ملقى على حاشية الطّريق الرّئيسية. افتح عينيك جيّدا وستراني. كيف لا تتذكّرني ؟ ألست أنت محمّد الأمجد بريقشة؟ قل لي ما اسمك إذًا ؟ انطق بأيّ جواب. لا تستسلم للموت يا غيلان. ...سأنقذك رغما عنك. غيلان ...

بوصلة سيدي النّا... 10 نوبة الصّخر والحمّى، ثانية

صورة
سنتي على جناح السّرد 40 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 10 من 23– 05 ديسمبر 2008 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة الثالثة 2 : نوبة الصّخر والحمّى، ثانية "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي أين أنا ؟ ومن أين أذهب ؟ أين الشّمال، وأين الشّروق ؟ أين الجنوب، وأين المغيب ؟ هل ما تزال الجبال تحيط بنا من كلّ أفق ؟ وهل ما يزال الكون ظلاما دامسا ؟ جئتِ يا الدّرعيّة ؟ هل تذكّرتني أخيرا يا جدّتي الحبيبة ؟ شكرا لك يا حبيبتي... شكرا، ولكن، ما هذا الذي تضمّدين به رأسي هكذا ؟ هل سقطتُ في الهاوية ؟ هل تحطّم رأسي على الصّخور ؟ ومن هذا ؟ هل هو عززي المازري الجعيّد ؟ عزيزي، كلّمني يا جدّي. ما له لا يتكلّم يا الدّرعيّة ؟ أنا لا أعرف جدّي هذا لأنني لم أجد له في بيتنا صورة واحدة ... - لا تخف... حاول أن تنام الآن... هذه لبخة بصل... أغْمض عينيك ونم ودع الضّمادة تمتصّ لك كلّ الحمّى... غدا ستصبح أحسن إن شاء الله. - هل ينبغي أن أنام ؟ هل أنا في حال اليقظة إذًا؟ هل ما أزال على قيد الحياة ؟ القاع يسحبني... ***** أين أنا ؟ ومن أين أذهب ؟ أين الشّمال، وأين الشّروق ؟ أين الجنوب، وأين المغيب ؟ لماذا