أسئلة سبعة للطّفلة فيّ

حصادي الميونيخي



مرحبا،

لم أعد من رحلتي إلى أوروبّا خاوي الوطاب.

حصاد محترم جنيته ولن أتأخّر عن الافضاء به على مدى حلقات،  إلى أحبّتي، صديقات وأصدقاء ورشة الهكواتي. ولكنّني سأبدأ بالجديد الجديد: هذا الذي أعطتنيه ميونيخ حال عودتي إلى أرض الوطن.

إنّه ثمرة صداقة ما كنت لأنتظرها، أفرزت تجربة ما كنت لأقدم عليها لولا هذه الصّدفة التي أودعت في صندوق بريدي الفايسبوكيّ خطابا ودعوة صداقة كانت لي من أجمل المفاجآت.

          في السّنة الماضية، ومن قبل أن تستقبلني ماربورغ (ألمانيا) في ظروف صحّيّة هشّة، كنت كتبت بالألمانيّة هيكة، ما تزال إلى اليوم نصّي الوحيد بهذه اللّغة. ولكنّني، رغم سلامتها لغويّا وتعبيريّا، لم أنشرها لظروف لا داعي للعودة إليها.

لأمض إذًا مباشرة إلى الجديد الجديد. فها أنا أجرؤ، لأوّل مرّة على ترجمة قصيدة من لغة مازلت أحبو أولى كلماتها. ويشرّفني أنّ هذه القصيدة ممضاة بقلم تونسيّ لم يمرّ أكثر من أسبوع على اكتشافي إيّاه. إنّه قلم الصّديقة المهندسة الكاتبة الشّاعرة كوثر التّابعي، التي قبلت مشكورة بأن يكون تناولي نصّها بالتّرجمة تناولا فيه حرّية تصرّف في تفاعل يتبنّاه بالكامل ويعيد إنتاجه من جديد.



فإليكم هذا النّصّ في لغته الأصليّة، ثمّ في هذه الترجمة بتصرّف تفاعلي :



meine sieben fragen an mich

K. Tabai, im Mai 2017


lösche ich dich?
lösche ich dich nicht?
aus meiner freundesliste
die echte
die virtuelle zählt für mich nicht
ich weiß es nicht.

*****

vertreibe ich dich?
vertreibe ich dich nicht?
aus den furchen meines gedächtnisses
den gärten meiner fantasie
dem takt meines herzschlags
ich weiß es nicht.

*****

verzeihe ich dir?
verzeihe ich dir nicht?
die eiseskälte, die mein blut erstarren lässt
ich weiß es nicht.

****

empöre ich mich?
empöre ich mich nicht?
über den ausmass an rauheit
ich weiß es nicht.

*****

frage ich mich?
frage ich mich nicht?
was ich wohl unter “liebe” verstünde
was du wohl unter “liebe” verstündest
ich weiß es nicht.

*****

schäme ich mich?
schäme ich mich nicht?
für die mädchenhafte hingabe
meine
für den zynismus des verborgenen patriarchen
deinen
ich weiß es nicht.

*****

bereue ich?
bereue ich nicht?
dir jemals begegnet zu sein
die einzige frage, die ich beantworten kann
nein.
das bereue ich nicht.

********
 :تمهيد

فحوى الرسالة التي قدمت بها نصّي للصديقة كوثر التّابعي :



"مرحبا من جديد،
مازلت في أولى مصافحاتي للغة الألمانية أتهجاها يصحبني المعجم في كل جملة، بل في كل كلمة في غالب الأحيان.
لذلك فما هذا  النّصّ بترجمة ، بالمعنى المتعارف عليه،  لقصيدتك. وإنّما هو صياغة مختلفة بتصرّف حرّ متفاعل مع نصّك وفق ما استطعت فهمه من معانيه وحسب ما بدا لي معبّرا عن الحالة كما لو كنت أنا من فاض بها إحساسه.
أرجو أن يكون في اجتهادي بعض التّوفيق. وإن أعجبتك، أرجو أن تسمحي بنشر القصيدة وترجمتها على مدونتي "ورشة الهكواتي"



أسئلة سبعة للطّفلة فيّ


كوثر التابعي (ميونيخ ماي 2017)*


أَأَحْذْفُكْ...
مِنْ قَائِمَةِ أَصْفِيَائِي ؟
أَمْ ... مَا لِمَحْوٍ لاَزِمَة ؟
أَصْدُقُكَ القَوْلْ :
تَافِهَةٌ شِبَاكُ الاِفْتِرَاضِ، لَكِنْ ...
لَسْتُ أَدْرِي

*****

أَأُطْرِدُكْ ...
مِنْ مَرْفَإِ ذَاكِرَتِي ؟
مِنْ حَدَائِقِ تَهِوِيمِي ؟
مِنْ هَذِهِ الدَّقَّاتِ وَهْيَ تُوَقِّعُ نَبْضِي ؟
أَمْ ... مَا لِإِقْصَاءٍ وُجُوبْ ؟
وَا حَيْرةَ نَفْسِي ... لَسْتُ أَدْرِي

*****

أَأُسْبِغُ عَلَيْكَ مِنْ عَفْوِي ؟
أَمْ أَرْفُتُكَ مِنْ غُفْرَانِي ؟
وَحَقِّ هَذَا الصَّقِيعِ المُجَمِّدِ دَمِي فِي عُرُوقِي ...
لَسْتُ أَدْرِي

****

أَأَثُورُ عليَّ فَأَلْعَنُنِي ؟
أَمْ أُطْفِئُ فِيَّ أَوَارَ الغَضَبْ ؟
وَحَقِّ المَرَارَةِ تَقْبَعُ فَادِحَةً فِي قَاعِ حَلْقِي ...
لَسْتُ أَدْرِي

*****

أَأُسَائِلُنِي ؟
عَنْ "حُبٍّ" حَلّ بِي فِي غَفْلَةٍ مِنْ وَعْيِي ؟
عَنْ "صَبَابَةٍ" لَمْ تَرْصُدْ لَهَا فِي أُفْقِي انْبِلَاجًا ؟
أَمْ لَا ضَرُورَةَ لِلْحِسَابْ ؟
وَا ضَلَالَ رُوحِي ... لَسْتُ أَدْرِي

*****

أَحَقَّ عَلَيَّ الخِزْيُ ؟
جَزَاءَ تَعـَلُّقِي تَعَلُّقَ الصَّبِيَّةِ البَرِيئَه...
بِسُلْطَانِ أَبَوِيَّتِكَ المُتَخَفِّيَةِ عَنِّي ؟
أَمْ يَا تُرَى لَا عَارَ عَلَى مُخْتَارْ ؟
وَا مَتَاهَةَ ضَمِيرِي ... لَسْتُ أَدْرِي

*****

أَنَادِمَةٌ أَنَا،
فَأَتَمَنَّى أَنْ لَمْ أَكُنْ أَبَدًا لَقِيتُكْ ؟
أَمْ لَا نَدَامَةَ عَلَى مَسَارْ ؟
عَنْ هَذَا السُّؤَالِ وَحْدَهْ، جَوَابِي قَاطِعْ:
لاَ، وَحَقِّ يَقِينِي،
لَا تَائِبَه... لَا نَادِمَه.


*ترجمها من الألمانية، بتصرف تفاعليّ، الهكواتي – سالم اللبّان (الغزالة  3 جوان 2017)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني