من "الدّيوان الفريد" قصيدة "حبّ البلاد"


 حُبُّ البِلاد

نحتفل اليوم بالجمهورية التونسية في عيدها السّتين.
كلّ عام وتونس جمهورية،
وكل عام ونحن نحبّها لا خوفا ولا طمعا.
كل عام وحبّ تونس يبعث فينا الأمل في مستقبل أفضل،
يشحذنا على مزيد العمل من أجل أجيالها القادمة.
كلّ عام وحبّ البلاد رائدنا مهما ادلهمّت الآفاق.

من شبّاك الهكواتي، علم تونس يرفرف على الحديقة

ضمن تجربة "الدّيوان الفريد"، كان من الطّبيعيّ أن يطرح "حبّ البلاد" كأحد المواضيع التي تطرّق إليها تبادلي مع الشاعر العميد الدّكتور نور الدّين صمّود. فكانت منّي هذه القصيدة التي أقترحها اليوم على قرّاء ورشة الهكواتي متمنّيا للجميع عيدا سعيدا.
قراءة ممتعة وكلّ عام وأنتم بخير.

حُبُّ البِلاد [1]

كَفَانِي بِلَادِي أَنَّ حُبَّكِ رَائِدِي
وَبَوْصَلَتِي عِنْدَ اصْطِخَابِ الشَّدَائِدِ
إِلَيْكِ رُجُوعِي كُلَّمَا ضَاقَ وَاسِعٌ
وَمِنْكِ ارْتِحَالِي فِي حَقِيبَةِ عَائِدِ
أَنَا عَاشِقٌ أَحْيَى عَلَى حُبِّ تُونِسِي
وَلَا يَسْلَمُ العُشَّاقُ مِنْ كَيْدِ كَائِدِ
يَكِيدُونَ لِلْعُشَّاقِ كُفْرًا بِصِدْقِهْمْ
لِجَمْعِ العَطَايَا مِنْ جَمِيعِ المَوَائِدِ
أَنَا لَسْتُ أَهْوَى قَصْدَ كَسْبِ مَغَانِمٍ
وَمَا أَنَا صَيَّادٌ وَفِيكِ طَرَائِدِي
وَمَهْمَا بَذَلْتُ الجُهْدَ مِنْ أَجْلِ عِزِّكِ
فَلِلْحُبِّ بَذْلِي لَا لِجَنْيِ الفَوَائِدِ
وَخَيْرُ جَزَائِي أَذْرُعٌ مِنْ تُرَابِكِ
يَكُونُ بِهَا مَثْوَايَ تَحْتَ لَحَائِدِي
فَلَا فَخْرَ لِي إِلَّا انْتِمَائِي لِأَرْضِكِ
وَمَسْقَطُ رَأْسِي فِيكِ أَعْلَى شَهَائِدِي
وَلَا فَضْلَ لِي فِي رَيِّ أَرْضِكِ مِنْ دَمِي
إِذَا مَا دَعَا الدَّاعِي لِدَحْرِ اللَّدَائِدِ
وَلَوْ أَثْخَنُونِي بِالجِرَاحِ فَإِنَّنِي
سَأَنْسِجُ مِنْ حُبِّ البِلَادِ ضَمَائِدِي
وَأَرْقَى عَلَى جُرْحِي وَنَزْفِي لِأَبْتَنِي
لِمَجْدِكِ بَيْتًا مِنْ بَدِيعِ قَصَائِدِي

الغزالة 12/10/2016


[1]   سبق لي أن صغت نفس هذه المعاني تقريبا في قصيدتي "الأصل في الحبّ" ("غدا موعد الياسمين" ص 59) ولكن يطيب لي التغنّي بحبّ البلاد من جديد على إيقاع جديد بمناسبة هذا التّفاعل مع قصيدة العميد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني