من الديوان الفريد، قصيدة "الممنوع من البوح"



الممنوع من البوح

من "الديوان الفريد" أهديكم اليوم هذه القصيدة التي كتبتها في تفاعلي مع الشاعر العميد الدكتور نور الدين صمود. هي طبعا قصيدة من منجزات ورشة الهكواتي الأخيرة 2016/2017، وهي قطعا امتداد لقصيدة العميد الشهيرة المنشورة في ديوانه "رحلة في العبير" (القصيدة مؤرخة في 1962) والتي مطلعها:
أُحِبُّكِ، أُقْسِمُ بِالنَّرْجِسِ
وَبِالسِّحْرِ فِي الأَعْيُنِ النُّعَّسِ

ولكنها قصيدة كتبتها وفي البال تجربة "سنتي في الهيك" (2004/2005) ورباعية "فصولي الأربعة"، وخاصة منها "ثاني فصولي : عيون نداجة"، وقد حفزني على نشرها اليوم بالذات جدل لطيف دار البارحة بالذّات حول العشق وامتداداته الأدبية.
فقراءة ممتعة.




الممنوع من البوح

أُحِبُّكِ يَمْنَعُنِي مَحْبَسِي
مِنَ البَوْحِ لِلْأَعْيُنِ النُّعَّسِ
وَفِي الرُّوحِ يُزْهِرُ لَحْنٌ حَزِينٌ
أُغَنِّيهِ فِي خَافِقِي الأَخْرَسِ
فَأَنْتِ الرَّبِيعُ وَعِطْرُ الزُّهُورِ
وَأُفْقُكِ صَحْوُ الغَدِ المُشْمِسِ
وَمُضْنَاكِ فَاتَهُ فَصْلُ الخَرِيفِ
وَمَأْوَاهُ فِي البَارِدِ الأَقْرَسِ
*
أُحِبُّكِ يَمْنَعُنِي مَحْبَسِي
مِنَ البَوْحِ لِلْأَعْيُنِ النُّعَّسِ
***
أُحِبُّكِ وَالسِّنُّ يَبْنِي حِجَابًا
يَقُومُ أَمَامِي كَسُدٍّ مَنِيعْ
وَيُلْجِمُ مِنِّي اللِّسَانَ مَتَى مَا
انْفَرَدْنَا مَعًا حَيْثُ غَابَ الجَمِيعْ
يُصَوِّرُ حُلْمَ التَّلاَقِي سَرَابًا
وَيَأْمُرُنِي بِالحَيَا  فَأُطِيعْ
وَمَا ذَاكِ مِنِّي اخْتِيَارٌ وَلَكِنْ
كَذَا يَحْكُمُ الغَادِرُ المُسْتَطِيعْ
وَهَلْ مِنْ ظَلُومٍ كَهَذَا الزَّمَانِ؟
وَهَلْ مِنْهُ أَقْسَى عَلَى الأَنْفُسِ؟
*
أُحِبُّكِ يَمْنَعُنِي مَحْبَسِي
مِنَ البَوْحِ لِلْأَعْيُنِ النُّعَّسِ
***
أُحِبُّكِ وَالحُبُّ لَمْ يَسْتَشِرْنِي
وَلَمْ يَعْتَبِرْ فَارِقًا بَيْنَنَا
وَلَمْ يُمْهِلِ العَقْلَ حَتَّى يُفَكِّرَ
فِي مَا تَنَاءَى وَفِي مَا دَنَا
فَسُرْعَانَ مَا شَبَّ كَالنَّارِ تَأْتِي
عَلَى يَابِسِ التِّبْنِ فَصْلَ الجَنَى
فَأَلْفَيْتُنِي حَيْثُ لاَ وَصْلَ يُرْجَى
وَلاَ بَوْحَ يُرْجَى لِنَيْلِ المُنَى
وَأَلْفَيْتُ قَلْبِي حَرِيقًا وَعَقْلِي
عَقِيمًا كَمَا مَتْجَرٍ مُفْلِسِ
*
أُحِبُّكِ يَمْنَعُنِي مَحْبَسِي
مِنَ البَوْحِ لِلْأَعْيُنِ النُّعَّسِ
***
أُحِبُّكِ وَالقَلْبُ مِنِّي رَبِيعٌ
بِرَغْمِ الشِّتَاءِ وَرَغْمِ الجَلِيدْ
وَلِي رُوحُ طِفْلٍ خَصِيبِ الخَيَالِ
شَغُوفٍ، لِعِشْقِ الجَمَالِ مُرِيدْ
وَهَذِي لِحَاظُكِ أَحْيَتْ بِقَلْبِي
جُنُونًا كَمَا خِلْتُهُ لاَ يَعُودْ
فَمَنْ لِيَ يَفْهَمُ مَأْتَى جُنُونِي؟
وَمَنْ لِي يُقَدِّرُ طَيْشِي الجَدِيدْ؟
وَكُلٌّ يَرَانِي حَكِيمًا رَصِينًا
وَلاَ حَقَّ لِي فِي هَوًى مُؤْنِسِ
*
أُحِبُّكِ يَمْنَعُنِي مَحْبَسِي
مِنَ البَوْحِ لِلْأَعْيُنِ النُّعَّسِ

الهكواتي - الغزالة في 24 / 09 / 2016



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني