تكريم الهكواتي


تكريم الهكواتي
افتتاح الأشغال برئاسة والي الجهة السيد فائز عيّاد

لم تخل "سنتي على جناح السرد" من الأحداث غير المنتظرة ومن المفاجآت الجميلة.
- فبعد الشّرف الذي نالني بتقديمي الأستاذ الرّشيد إدريس السّارد في نادي القصّة، بإنشاء ذلك النّصّ الحدث الذي حررت من أجله ملحقا لبياني وخصّصت لنشره على صفحات ورشة الهكواتي ثلاثة أسابيع،
- وبعد ذلك المنعرج الذي قادني إلى تخوم الصّحراء في عزّ الصّيف تمهيدا للمغامرة بإنشاء "بوصلة سيدي النّا" التي يتواصل نشرها في نفس وقت تحريرها.
- ها هي الأيام تسعدني بتظاهرة ثقافية سيكون لها ، بإذن الله، شأن كبير وفضل على الأدب التونسي. بعثها صديقي الشاعر الكبير سوف عبيد، وسمّاها ملتقى أدباء الإنترنت في تونس. وكما لو أنّ مجرّد بعث هذه التظاهرة التي طالما حلمت بأن أرى مثلها في البلاد، لم يكفه هدية لي، فها هو يفاجئني، والعاملون معه المؤمنون بهاجسه التّأسيسي، بجعلي وأخي الأديب المغترب كمال العيّادي أوّل المكرّمين في هذ التّظاهرة.

السيد والي بن عروس يسلّم الهكواتي شهادة الشرف ودرع التكريم

فشكرا لسوف على هذه المفاجأة الجميلة. وشكرا للمندوبية الجهوية للثقافة ببن عروس التي احتضنت الحدث واستضافتنا في مكتبتها الجهوية الرّائعة، واحتفت بالأدباء أجمل احتفاء. وشكرا للسيد فائز عياد والي الجهة الذي أصرّ على حضور كامل فعاليات حفل الافتتاح وشرّفني بالتكريم.


وألف مبروك للصديق كمال العيّادي على هذا التكريم المستحق، وإن كان بودّي لو كان كمال بيننا، ولو بطريقة الفيزيو-كونفيرونس، ليكتمل الاحتفال.
كمال العيّادي الموجود في ألمانيا كان حاضرا عبر كتابه الجديد الصادر في تونس

تتضمّن هذه الصّفحة
- صور من الملتقى أغلبها من إهداء المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببن عروس. وقد بثثناها على امتداد هذا النّصّ (التعليق على الصور من عندنا)
- مقال تغطية بإمضاء الأستاذ محسن بن أحمد صدر اليوم (الثلاثاء 11 نوفمبر) بجريدة الصّباح. أعدنا إخراجه وأقحمنا فيه الصّور دون أي تعديل فيه.
- كلمة الهكواتي في حفل التكريم

ويمكن قراءة التّرجمة الفرنسية للبيان الختامي والتوصيات بالنقر هنا

http://haikuteur.blogspot.com/2008/11/hommage-au-hakuteur.html

تغطية أشغال الملتقى من قبل جريدة الصّباح


احتضنته المكتبة الجهوية بـبـن عروس :أول ملتقى لأدباء الأنترنات في تونس:

الإعلان عن بعث الموسوعة الكبرى للشعراء العرب ...والدعوة لإنشاء مكتبة الكترونية للمدوّنة الأدبية التونسية
بن عروس ـ الصباح – تغطية محسن بن أحمد

أصرّ والي الجهة السيد فائز عياد على ترك منصّة رئاسة الملتقى لإلقاء خطابه واقفا. "أنا واحد منكم" قال الوالي

على امتداد يومين (السبت 8 والاحد 9 نوفمبر) عاشت المكتبة الجهوية ببن عروس حدثا ثقافيا هو الأول من نوعه في تونس وكانت شاهدة على ميلاد اول ملتقى لأدباء الأنترنات في تونس في تنظيم للمندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببن عروس وبرعاية من السلط الجهوية الملتقى الذي حضره وتابع فعالياته عدد هام من المهتمين بالادب الرقمي عرف مداخلات ونقاضات وتطارحا وتبادلا للآاراء والافكار حول اهمية وقيمة هذا المشغل الادبي الجديد الذي اصبح يستقطب الادباء



في ذروة السّعادة، تماما كطفلين كبيرين، الشاعر سوف عبيد صاحب المبادرة، والسيد الأسعد سعيّد، المندوب الجهوي للثقافة، يقدّمان الملتقى.

ولكنّهما سيظلّان على مدى يومين في نصب وتعب، حتّى تسير الأمور على النحو المطلوب. فشكرا لهما ولمساعديهما.


في هذا المجال اكد الشاعر سوف عبيد منسق الملتقى في كلمة الافتتاح: «.. صارت الكلمة تحمل في اشكال لا تحصى ولا تعد من الاسطوانة الى الشريط ومن القرص الى الفاكس ثم ما كاد القرن العشرون ينتهي حتى شاع الانترنات فاستعمله الادباء وسيلة للاتصال والنّشر فكان النافذة التي فتحت امامهم الآفاق الرحبة تلك التي كانت مسدودة في كثير من الاحيان بسبب ضيق مجالات النشر والتوزيع»
وقال «مثلما تطورت اللغة العربية في مفرداتها واسالبيها ومثلما تطور ادبها في انواعه واشكاله ومضامينه مع تطور وسائل الكتابة والطباعة فاننا نتساءل هل ستعرف لغتنا تطورات اخرى بسبب ظهور التواصل الرقمي والنشر على محامله المتنوعة؟ والى اي حد سيتأثر وسيستفيد الادب وفنونه من اقترابه وملامسته للفنون الاخرى ولمختلف التقنيات وهو ينشر ويرسل ويطوى ويخزن ويلوح على شبكة الانترنات في توالي نقراتها وشبكاتها وشاشاتها؟
.. وهذا هو المدخل الرئيسي الذي حدد من خلاله الشاعر سوف عبيد الملتقى الاول لادباء الانترنات ليفسح المجال لمداخلات في ذات المشغل.


الادباء الانترنوتيون


بادر الملتقى الاول لادباء الانترنات بتكريم الاديب سالم اللبان تقديرا لجهده الكبير ونضاله الفكري كأول مبدع يتحاور من خلال ابداعه مع الانترنات فسالم اللبان متعدد الاتجاهات الابداعية على حد تعبيد صالح السويسي:
«تجربة سالم اللبان المبدع متعددة وتتوزع على اشكال تعبيرية كثيرة فله في الفن التشكيلي تجربة فريدة فهو اول من دخل مجال العرض الالكتزوني على حد علمنا، ويجمع معرضه او رواق «سالمة ديباج» على الشبكة عددا غير قليل من اعماله تصل الى 31 عملا تشكيليا رقميا. كما ان للبان تجربة مسرحية واعمالا موسيقية تلحينا وغناء. واترككم مع تقديم له كما كتبه بنفسه تبدو لوحات اللبان اشبه بنصوص شعرية هايكاوية تعتمد في اغلبها الاختزال على مستوى اللون والمساحة، في حين تشتغل على الفراغ بما هو وعاء مفتوح على احتمالات شكلية ولونية شاسعة. فلوحاته التي وخاصة في معرضه الرقمي الثاني «بخار منها» كان اقرب لتجليات شعرية منها الى لوحات تشكيلية تفيض الوانا وتعبق اشكالا، فالاختزال على مستوى واضح جدا (لونان او ثلاثة) وهو اختزال متعمد على ما يبدو لانه بوحي من ذلك الرغبة الجامحة والاندفاع الواعي احيانا واللاواعي احيانا اخرى في رسم لوحة «هايكاوية»
في تعليقه على هذا التكريم ابرز سالم الليان تقديره الكبير لهذه اللفته بالتحية عند الذين كانوا الى جانبه او سببا في توجهه الى الابداع الرقمي مؤكدا «ان الادباء انترنوتيون على اعتبار انه لا وجود لادباء انترنات هناك فقط ادباء انترناتيون وانترناتيون غير ادباء ولو كانوا يعبرون» فهناك والكلام لسالم اللبان «تعبير يدخل في خانة الفن والادب واناس يحق ان يطلق عليهم صفة الادباء وهم كذلك بالانترنات وبدونها»

الشعر التونسي والوسائط المتعددة

رئاسة الجلسات أمّنها كلّ من الشاعر والمترجم (لغارسيا مركيز مثلا) والرّوائي محمّد على اليوسفي (في الوسط)، بالنسبة للجلسات العلمية، وضيف الشّرف، سالم اللبّان، بالنسبة للمائدة المستديرة التي التأمت في اليوم الثاني. اما اختتام الملتقى فقد أشرف عليه كل من الشاعر سوف عبيد والسيد الاسعد سعيد المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث.

من جهته قدم الدكتور محمد البدوي مداخلة حول «الشعر التونسي والوسائط المتعددة » خلص فيها الى ابراز تطور العلاقة التي صارت تحكم الشعر التونسيين بشبكة الانترنات وهذه العلاقة ـ والكلام للمحاضر ـ وان لم ترق الى المستوى المنشود فانها اكثر تطورا مما كانت عليه الحالة بالامس القريب وقد يعود هذا الى حداثة اكتشاف اغلب الشعراء لهذا الفضاء الافتراضي.. وسيطرتهم على ابجدياته الاولى ولذا تزايد عدد المدونات والمنتديات والمشاركة في فضاءات الحوار وتعدد المواقع الشخصية التي تحتاج تطورا كبيرا لتضم مختلف المقالات التي هي في حوزة الشعراء والنقاد»
وكان المحاضر قد ابرز في بداية مداخلته ان مستقبل القصيدة في ادخال المؤثرات الصوتية وهذا يحتاج لضرب من الاخراج الشعري.
الموسوعة الرقمية
من جهتها قدمت الشاعرة عائشة المؤدب الموسوعة الشعرية الرقمية الممولة من طرف وزارة الثقافة المغربية ومن اهدافها ان الطموح ان تكون بحق موسوعة لكل شعراء العالم العربي وان تكون مرجعا يقصده الاكاديميون والمهتمون بل هي ترمي الى ابعد من ذلك بان تجمع شعراء الفصيح ثم الشعراء العرب الذين يكتبون بلهجات شعوبهم المختلفة لايمانها بان الشعر واحد في كل قوالبه.
وتناول الاستاذ سمير المسعودي الجانب التقني في طريقة التعامل مع الادب الرقمي يتخلص الى القول بان الكتاب الالكتروني يتناسب اليوم مع متطلبات العصر الذي يتميز بالسرعة وخفض التكلفة.
وتمثلت مساهمة الناقد محمد كمال السخيري في مداخلة حول حقوق التأليف الالكتروني داعيا المؤسسة التونسية لحماية حقوق المؤلفين (والتي تفتقد لموقع الكتروني) على حد تعبيره للبحث عن اساليب حديثة متطورة للدفاع عن حقوق منخرطيها حتى تواكب ما يشهده العالم اليوم من ثورة تكنولوجية وخاصة في مجال النشر الالكتروني للابداع بمختلف اشكاله.


نقاش ثري


تميزت اشغال الملتقى الاول لادباء الانترنات بالثراء في النقاش وتدارس الاشكاليات المتعلقة بالنشر الرقمي.. وكان للشعر حضوره في هذا الملتقى دون ان ننسى تكريم الكاتب كمال العيادي..

في غياب كمال العيّادي، كانت صديقتنا المشتركة الأديبة آسيا السخيري حاضرة لتتكلم نيابة عنه. فهي من الطيبة بحيث تعرف كيف تضع نفسها دائما في مكان الآخرين، وهي عملة نادرة في هذا الزمان.


توصيات الملتقى


صدرت عن المشاركين في الملتقى الاول لادباء الانترنات في اختتام الاشغال التوصيات التالية

في انتظار تحرير البيان الختامي والتوصيات، كان لنا موعد مع القراءات الشعرية

ـ دعوة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ان تدعم هذه المبادرة التأسيسية لتكون اكثر جمعا لشمل الادباء في تونس وفي بقية البلدان العربية.
ـ انشاء موقع خاص بالملتقى تكريسا لثقافة النشر الالكتروني ومزيد التواصل بين المشاركين فيما بينهم وبين الادباء بشكل عام
ـ دعوة بقية الادباء التونسيين والمؤسسات الثقافية للانخراط في المشهد الرقمي وتحفيزهم على المساهمة فيه.
ـ العمل على انشاء ورشات في الدورات المقبلة تعنى بالادب وتقنيات الانخراط في النشر الالكتروني (الهندسة الثقافية)
ـ العمل على تشريك ادباء من خارج تونس عن طريق ما توفره الشبكة من تقنيات (صورة وصوت)
ـ دعوة المؤسسات الثقافية والتعليمية بمختلف اصنافه الى ايلاء الثقافة الرقمية الشأن الذي يستحق
ـ مزيد طرح موضوع حقوق التأليف والنشر الالكتروني خلال الدورات القادمة.
ـ وتحسيس الادباء بالاستفادة من التشريعات المشجعة.
ـ الدعوة الى انشاء مكتبة الكترونية للمدونة الادبية التونسية
ـ دعوة الاطراف المعنية لتمكين الاديب من حاسوب مدعوم وربطه بالشبكة باسعار تشجيعية.
ـ تشجيع الادباء الشبان على الانخراط باكرا في مجال النشر الرقمي.
ـ دعوة وسائل الاعلام لتكثيف العناية بالثقافة الرقمية.


ـــــــــــــــ

صورة جماعية للذكرى بعد انتهاء الأشغال (المنظمون، رئيسا الجلسات، المقرران وبعض الإخوة الصحافيين)


إلى شعراء تونس:


هذه شروط المشاركة في المدونة الكبرى للشعراء العرب


شرعت جمعية ادارة الشعر المغربي في انجاز مشروع رائد يتمثل في اصدار موسوعة تشمل كل الشعراء العرب على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم (شعر فصيح وشعر شعبي) تحت عنوان «الموسوعة الكبرى للشعراء العرب» والتي ستصدر خلال سنة 2009 ويمكن للشعراء الافاضل الانضمام الى هذه الموسوعة بارسال نصين وصورة شخصية وسيرة ادبية عبر احدى الطرق التالية:
البريد الالكتروني الخاص بمنسقة الموسوعة في تونس الشاعرة عائشة المؤدب: aichamouaddeb@hotmail.fr
البريد الالكتروني لرئيسة الجمعية الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة: bouhraka_2004@hotmail.com
البريد العادي لمنسقة الموسوعة في تونس الشاعرة عائشة المؤدب: تفقدية المدارس الابتدائية سيدي بوعلي 4040
البريد العادي لجمعية دارة الشعر المغربى: دارة الشعر المغربي / فاطمة بوهراكة 31 زنقة 4 جنان بنكيران سيدي بوجير فاس 30000 المغرب

ــــــــــــــ
من داخل الملتقى


* اشرف السيد فائز عياد والي بن عروس بمعية الكاتب العام للجنة التنسيق للتجمع افتتاح هذا الملتقى
* برز الاستاذ محمد علي اليوسفي بروحه المرحة وتدخلاته الطريفة في تسييره للجلسات العلمية
* حرص السيد الاسعد سعيد المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بولاية بن عروس على متابعة مختلف فعاليات الملتقى
* عمل الشاعر سوف عبيد منسق الملتقى على مد الحضور بنسخ مصورة لكل المداخلات حيث كان حريصا على توفير ذلك بنفسه.
* تحدث الدكتور المولدي فروج على الصعوبات التي لقيها عند اعداده دليل مواقع اعضاء اتحاد الكتاب التونسيين
* حضرت السيدة علياء رحيم من اذاعة المنستير فعاليات الملتقى الاول لادباء الانترنات واعلنت انها ستخصص حلقة الجمعة القادم لبرنامجها الاذاعي للملتقى
* طالب عدد من المتدخلين في النقاش بضرورة التفكير في البعد المغاربي لهذا الملتقى

"حضور الأدب، غياب الأدب أو في نفي وجود أدب الإنترنت"

كلمة الهكواتي بمناسبة تكريمه في الملتقى الأوّل للأدباء الأنترنوتيين


تحية وشكر
حضرات الأخوات والإخوة زملاء الهاجس الأدبي، الأخوات والإخوة الحضور
بداية اسمحوا لي أن أسمّي هذه التّظاهرة "الملتقى الأوّل للأدباء الأنترنوتيين" وسأشرح لماذا. ولكن بعد أن أشكر لكم لفتتكم الكريمة هذه.
طبعا يهمّني التكريم. وأنا فعلا ممنون لما أحظى به اليوم لدى هذه النخبة النّيّرة من اعتراف بمساهمتي المتواضعة في جهود الجميع من أجل نشر ثقافة الأخذ بأدوات الاتصال الحديثة وتطويع أداة الإنترنت لخدمة الأدب والثقافة عموما.
طبعا يهمّني التّكريم. ولكنّني إذ أحيّي الأستاذ سوف عبيد على اقتراحه تكريم شخصي المتواضع، وأشكر المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التّراث – وعلى رأسها الأخ الأسعد سعيد – لتبنّيه مقترح أخي سوف، فلا يسعني إلاّ أن أهدي هذا التّكريم إلى من يسّر لي السبيل حتى وجدتني اليوم في هذا الموقع.

الهكواتي يلقي كلمته في حفل التكريم

أريد بداية أن أعترف بفضل منابر الحوار حول البرنامج المستقبليّ لسيادة الرّئيس، في التّجمّع الدّستوري الدّيموقراطي، ففي ذلك الفضاء إنّما تشبّعت بشعار "الحضور في الفضاء الاتّصالي المعولم"، وفيه إنّما أتيحت لي فرصة التفكير المعمّق والتعبير، وباحتكاكي بإخواني النّاشطين في صلبه، إنّما تدعّم وعيي بأهمّية ما أمارسه شخصيّا في عالمي الخاصّ وتبلورت أهدافي من هذه الممارسة.
بعد ذلك أريد أن أعترف بجميل كلّ أعضاء مجموعة الجسر الصّغير للبحوث الموسيقية والمشهدية على ما بذلوه من جهد في التعريف بموقع الجسر الصغير وببرامجه، وكذا بفضل السيدة خديجة الأصرم كمون التي كانت في سنة 2002/2003 مديرة للنادي الثقافي الطاهر الحدّاد فآمنت بمشروع التّظاهرة التي اقترحتها مجموعتنا والتي كانت أوّل تظاهرة ثقافية تطرق هذا الموضوع. وقد حملت عنوان "من زمن الكتاب إلى زمن الخطاب متعدّد الأشكال – الإنشاء الثقافي والحداثة، أدوات جديدة، تحدّيات جديدة" (19-27 أفريل 2003). فقد بذلت السيدة كمّون جهودا جبّارة من أجل إدراج هذه التّظاهرة ضمن فعاليات السنة الوطنية للكتاب، ما أتاح التّعريف لأوّل مرّة في السّاحة الثقافية التونسية بكتاب رقمي (دفاتر الرّحيل)، وقدّم لأول مرّة في تونس معرضا تشكيليّا رقميّا (أمواج الأمومة)، ودفع باتحاد الكتاب التونسيين إلى الاعتراف بعد بضع أشهر ولأوّل مرّة في تاريخه بالكتب الرّقمية كمصنّفات يمنح من أجلها كاتب عضوية الاتحاد.
كذلك لا أنسى، على الإنترنت، فضل موقع الورشة الفرنسيّة "الكتابة بحرّية" وهي ورشة افتراضية أطلقت فيها بالتوازي مع موقعي الجسر الصغير مغامرة "سنتي في الهيك" التي كانت حوارا تثاقفيا عبر الإنترنت بين شعراء من بلدان مختلفة يسيرون على خطى شاعر تونسي، والتي أثمرت في الأثناء كتيّبا شعريا حواريّا بالهايكو نشر بالفرنسية في أوكرانيا، كما أثمرت فيما بعد مجموعات "الهيك" الأربع التي نشرتها على الورق باللغتين العربية والفرنسية تحت عنوان موحّد "فصولي الأربعة". فإلى كلّ أعضاء تلك الورشة أيضا وخاصة منهم أعضاء نافذتي المفتوحة على الجسر الصغير، الذين ساهموا في حوار سنة الهيك، أهدي أيضا هذا التّكريم.

وكدليل على أنه كان يعتبر نفسه واحدا منّا، فقد بقي السيد الوالي حتّى نهاية حفل الاستقبال يشجع المساهمين والمنظّمين على إنجاح الأشغال
أمّا بعد،
طبعا يهمّني التكريم. فشكرا وألف شكر. ولكن إذا كان تكريمي لمجرد استعمالي أداة الإنترنت فلا أخفي عليكم أنّني سأكون حزينا. لأنّ ما أطمح إلى الإعتراف لي به إنّما هو الفنّ، إنّما هو الأدب، لا مجرّد استعمالي محملَ الفنّ والأدب.
فإذا كان هناك من يرتاد الشبكة العنكبوتية وهو واثق من إشعاعه المتعاظم بمجرّد ولوجها، متأكّد من أنّه أصبح غنيّا بها عن التعريف في الواقع، بل غنيّا عن الواقع أصلا، فهذا ليس شأني أنا، الفقير إلى ربّي. فما أزال، وإن فعل المشيب بي بعض فعله، أحاول نـحت مسيرتي المتواضعة. أحاول نـحتها من سنين طويلة،،، ولكنّني كلّما التفتّ ورائي وجدتني ما أزال في مطلع "الثّنية". وهي مسيرة أحاول نـحتها في الواقع وبالواقع ومن أجل تقديم مساهمة متواضعة في تشكيل الواقع.
لذلك تهمّني لفتة اعتراف مثل هذه، وإنّني بها لسعيد فعلا. خاصّة وأنّها أول تكريم أحظى به في مسيرتي. وكوني لم أسع إليها أبدا، جعل حجم مفاجأتها لي أكبر وتأثيرها في معنويّاتي أعمق وامتناني للمتكرّمين بها عليّ أعظم وأصدق. ولأنّني دائمُ العمل في ركني، فإنّ لفتة اعتراف كهذه تجعلني أصرّ على الاعتقاد أنّ الحبّ لم ينقطع من ساحتنا الثّقافية، وأنّ في بلادنا أناس صادقون، يتابعون جهود الصّادقين، ولا يبخلون عليهم بالاعتراف بها. فيزيد اقتناعي بأنّني إذ أكدح في هذا المجال في صمت، فلست أحرث ماء البحر.
فألف شكر مجدّدا ولكن، أنا وإن كنت أستعمل أداة الإنترنت وأدعو إلى الإقبال على استعمالها، فأنا أرفض أن أنعت بأنّني "أديب أنترنت". فأنا كما قلت، وكما أطمح أن أكون، أنترنوتيّ (وهذه من اشتقاقاتي التي مازالت منابر الحوار تذكرها لي. وهي دمج للفظتي الإنترنت والنّوتي البحار، ولكنّ ساحتنا لا تهتمّ لظهور مثل هذه المصطلحات ولا تعمل على نشرها، وهذا موضوع على أهمّيته هامشيّ في مثل هذا اللقاء)
أنا إذا – كما قلت - أنترنوتيّ مريد فنّ وأدب. فلا وجود أصلا لأدب الإنترنت، ولا لأدباء الإنترنت. هناك فقط أدباء أنترنوتيون،،،،// وأنترنوتيون غير أدباء، ولو كانوا يعبّرون...
فهناك تعبير يدخل في خانة الفن والأدب، وأناس يحقّ أن نطلق عليهم صفة الأدباء. وهم كذلك بالإنترنت وبدون الإنترنت. وما أحوجنا إلى حضورهم جميعا على الشبكة ليتسنّى لبلادنا المساهمة الفاعلة والحقيقية في ما سمّيته في منابر الحوار وفي كتيّب منشور على موقعي : "حضارة الوعاء الافتراضي".
وهناك، في المقابل، تعبير يوميٌّ وفضفضة عاديّة وإن كانت مكتوبة ومنشورة على الإنترنت،،، فضفضة يأتيها أناس آخرون محترمون جدّا في إنسانيتهم وفي حاجتهم إلى الفضفضة،،،// ولكن لا يمكن مهما تعدّدت منشوراتهم على الإنترنت، بل ومهما تعدّد ما يطبعونه على أجود أنواع الورق،،،// لا يمكن أن يَثبُت انتماؤهم إلى فصيلة الأدباء بمجرّد وجود هذا الكمّ من التعبير/الفضفضة.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يهمّني أن تكرّموا شخصي المتواضع طبعا، ولكن يهمّني أكثر أن يعي الجميع أهمّية هذه التّظاهرة الثقافية الفتية، وحاجة بلادنا إليها. فهي ثمرة جهود أصيلة علينا جميعا أن نباركها، من ناله التكريم منّا اليوم ومن سيناله في مستقبل الدّورات، وأن ندعمها ونسندها حيث مواقع القرار الثّقافي، بداية من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التّراث ببن عروس التي أهنئها بهذا الإنجاز، وحتّى أرفع الدّوائر المعنيّة بشؤون الثّقافة والاتّصال والارتقاء بصورة تونس الثقافة وحضورها في القرية الكونية. كما علينا أن ننشر أريجها حيث تصل حروفنا في مختلف المواقع الإعلامية الافتراضية والورقية المهتمّة بالثقافة والفن والأدب.
ولعلّ الأهمّ من تكريم الأشخاص طرح القضايا للحوار والنقاش والتفكير الجدّي من أجل رسم ملامح استراتيجية فاعلة ومتكاملة لضمان الحضور على الإنترنت لأدبنا التونسي في المقام الأوّل، لأن من لا يضمن حضوره الذاتي لا يقدر على مساعدة غيره على الحضور، وفي مقام ثان الأدب المغاربي ثمّ العربي،،، حضور ليس من أجل الحضور وحده، وليس من أجل التزاحم لادّعاء ريادة هذا الشخص أو ذاك وهذا البلد أو ذاك، بما في ذلك من سعي مريض إلى إلغاء الآخر للبروز بدلا منه و/أو على حسابه... // بل الحضور انطلاقا من وعي فعليّ بضرورة "حضور بلادنا في الفضاء الاتصالي المعولم، وإشعاع ثقافتنا عبره" ... / حضور من أجل تثاقف فعليّ يعطي الآخر الثّقافي مثل ما يأخذ منه، ويوصل أصواتنا إليه بلغتنا ولغته، ويغريه بتعهّد حضور إبداعنا ضمن ما يحرص على حضوره حوله. تماما كما نـحرص نـحن على حضور إبداع الآخر وفكره ضمن ما به نلقّح فكرنا وإبداعنا.
هكذا أفهم طموح هذا الملتقى وحلمه بالانتشار تدريجيّا ليصبح مغاربيا ثم عربيا، ولم لا دوليّا. وبهذه الدّعوة إنّما أشاركم الحلم بمستقبل هذه التّظاهرة. ولمثل هذه الغاية فليعمل العاملون. وعلى مثل هذه الجهود فليكرّم المكرّمون.
معذرة إن كنت قد أطلت، وشكرا مرّة أخرى

تعليقات

‏قال غير معرف…
هنيئا لكم بهذا التكريم، فأنت يــا عمّ سالــم تستحقّه من زمان، أرجو لك مزيدا من التألّق، والتعطّر بشذى الياسمين، والإبحار دوما إلى الأمام وقد امتلكت الآن البوصلة؛ بوصلة سيدي النــــا(سر)؛

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

أنا أيضا ... حوماني