بوصلة سيدي النّا... 9 نوبة الصّخر والحمّى

سنتي على جناح السّرد 39 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 9 من 23– 28 نوفمبر 2008


المسلك الثاني

صوّان فوق الكثبان

الوجهة الثالثة 1

نوبة الصّخر والحمّى


"علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي


أين أنا ؟
ومن أين أذهب ؟
أين الشّمال، وأين الشّروق ؟
أين الجنوب، وأين المغيب ؟


الجبال تحيط بي من كلّ أفق. والكون ظلام دامس. كيف أنجح في مهمّتي والكلّ معترض عليها؟ كيف أنجح، وحتّى الطبيعة تعمل ضدّي ؟ كيف أنجح، وحتّى جدّتي الدّرعيّة الجعيّدة تهرب منّي ؟
انتظريني يا جدّتي الحبيبة. انتظريني يا حبيبتي... كيف يمكن أن تكوني عجوزا وأن تجري في الظّلام جري الصّبايا، فلا أستطيع اللحاق بك ؟ لا يا حبيبتي... ليس هذا جري عجوز... لستِ عجوزا... إنّما أنت حوريّة من الجنّة تتصوّرين لي في هيأة عجوز، نسخة طبق الأصل من صورتك حين كنت مسنّة قبل موتك بقليل. أنت هكذا تكونين، إذًا، مرسلة إليّ أنا بالذّات حتّى أتعرّف عليك.
انتظريني... إلى أين تستدرجينني هكذا ؟ أجيبيني يا حبيبتي:
لماذا تصدّين هكذا؟ وماذا تعرفين عن الموت والبعث وتجدّد الحياة؟ هل تعرفين أنّك قد تكونين جدّتي وأنت لا تدرين ؟ صدّقيني. قد يكون البعث هكذا: خالق الكون يقبض روحك ثمّ يرسلك من جديد إلى الحياة، ولكن بلا أيّ ذكرى من حيواتك الماضية. لقد قرأت شيئا من هذا القبيل في كتب كثيرة ... تعالي نناقش المسألة قليلا ثم اتركيني إن شئت. حاولي فقط الإجابة على سؤالي: "هل أنت يا حبيبتي من عدت إلى الحياة أم أنا من انتقلت إلى جوارك؟". إن كنت لا تعرفين الجواب فمعناه أنّك أنت التي عدت إلى الحياة. تعالي إذًا أرحّب بك من جديد في دنيانا هذه.
توقّفي أرجوك يا حبيبتي... عندي فكرة... لماذا لا نغنّي معا؟ لا بدّ أن أساعدك على استرجاع ذاكرتك... وليس كالغناء وسيلة لذلك... هيّا تذكّري الحضرة المدنيّة يا حبيبتي... تذكّري أنّك كنت شيختنا ورئيستنا... أعرف أنّك اعتزلت بعد غضب كبير. مازلت أذكر يوم كانت الحضرة منتصبة في أوجها، واقتحم علينا سيدي النّا... حلقة الذّكر في سقيفة دار البوّاب. كان يريد أن ينتشلني من تجمّع النّساء ويحرّم عليّ العودة إلى حلقاتهنّ نهائيّا... مازلت أذكر المشهد وكأنّني عشته منذ لحظة واحدة. أنا هَلِعٌ أتخبّط على ارتفاع متر من سطح الأرض، بينما هو يرفعني من ظهر ثوبي بقبضة يد واحدة كما تُحمَل قُطيطة من جلد رقبتها. ومازلت أذكر صياح النّساء وهزيم البنادر وسقوطك مغشيّا عليك في وسط الحلقة.
كان سيدي النّا... سكرانا، يومها. وكانت تفوح من ثيابه رائحة الملح ومن فمه رائحة خمر "البوخبزة". تلك كانت أوّل مرّة يرفع فيها صوته أمامك، يا حبيبتي. لقد خرج من عقله يومها. فإذا الجميع مذهولون لرؤيته يتصرّف على ذاك النّحو، رجال الزّقاق كما نساء السّقيفة.
ولقد شرح لي سيدي النّا...، بعد سنوات عدّة، أنّ أحد بحّارته كان قد عيّره بسببي. ذلك أنّني كنت أحرزت آنذاك، على صغر سنّي، بعض شهرة. فدعاني بعضهم "شاوش الحضرة". كما اشتهرت بحذقي دقّ البندير وبانسجامي الكامل عند أداء الأناشيد الدّينيّة، إلى حدّ الانخراط دون وعي منّي في رقصات النّساء حتّى أبلغ التّخميرة غالبا. كما كنت موهوبا في الوصل بين البشر والأرواح. فكانت الحضّارات يتّخذنني وسيطهنّ إلى صوّانة. فيطرحن عليها أسئلة يهمسنها في أذني، حين أكون مغمى عليّ. ويتولّى فمي البريء نقل أجوبة الجنّية إليهنّ.


كان الكثيرون في تلك الفترة يحسبونني ابنا لسيدي النّا... ويومها، يا حبيبتي، عيّره البحّار بإنجاب عائلتنا ذرّية من "المصولحين" والمخنّثين. فشرب حتّى خرج عن وعيه، وجاء إلى دار البوّاب يكفر بالله ورسوله وباليوم الآخر وبالأولياء والصّالحين. فاستغفري الله له يا حبيبتي وسامحيه... لقد كان كلّ خوفه عليّ أنا... كنت يتيم الأب وكان يشعر بثقل المسؤوليّة الملقاة على عاتقه في تربيتي... فكان يخاف إن أنت تماديت في جرّي إلى طريق الحضرة النسائيّة أن تجعلي منّي مخنّثا بالفعل...
ليلتها يا حبيبتي رجعتِ حزينة إلى سانية صوّانة. فقد بلغ بك الخجل من فعلة ابنك حدّا لذت معه بصمت مطبق ونهائيّ. ولقد فهمت كلّ الحضّارات ليلتها أنّك لن تعودي إليهنّ أبدا. وفعلا تسلّمت رئاسةَ حضرتِك من يومها دادا رقيّة الوصيفة، وأُعلن في المدينة اعتزالُك نهائيّا. فما عشتِ بعدها إلاّ أشهرا معدودة. حتّى أنّ سيدي النّا... لم يجد الوقت الكافي ليتصالح معك. فكان موتك من أشدّ ضربات الدّهر إيلاما له.
صحيح يا حبيبتي أنّ سيدي النّا... كان مخطئا، يومها. ولكن، ألست أنت من ربّيته ليكون بمثل تلك الرّجولة ؟ ألم تكوني من علّمه أن يدافع عن رأيه ويفرضه بالقوّة إن لزم الأمر ؟ لم يكن من مخطئٍ في الحقيقة سواي، يا حبيبتي. نعم الخطأ خطئي أنا. فلقد طلب منك سيدي النّا... ، قبل أسابيع، أن تكفّي عن أخذي إلى الحضرة، فعصيتِ أمره واستجبت لإلحاحي وأخذتني معك. لقد كان يعتقد يومها أنّ عليه أن يتصرّف تصرّف رجل العائلة. فهو بدوره كان يريد تربيتي على مثل ما ربّيته عليه أنت. كان يريد أن يجعل منّي رجلا حقيقيّا، صلبا كصلابته. وما كان أمامه، ليفرض رأيه، غير ذلك الاختيار.
ما كان عليه، يا حبيبتي، أن يصل به الأمر إلى حدّ تدنيس حلقة الحضرة تحت وطأة خمرته الرّخيصة. لهذا إنّما عاش بعدك يأكله النّدم. ولكنّه، رحمة الله عليه، عاش شهما. عاش رجلا ولا كلّ الرّجال، ومات رجلا ولا كلّ الرّجال. فسامحيه يا حبيبتي واستغفري الله له... لقد استطاع، على كلّ حال، أن يجعل منّي، أنا اليتيم، رجلا كما ترين، على قدر من العلم والثّقافة جدير بالاحترام عموما. فسامحيه يا حبيبتي واستغفري له...
لولاه لربّما كنت اليوم رجلا جاهلا تافها. فهو الذي رفض أن يراني مجرّد بحّار "خدّام حزام" بلا قيمة. وهو الذي سهر على تربيتي، وحرص على أن أواصل تعليمي حتّى النّهاية. وهو الذي صرف عليّ كلّ أمواله حتّى أتمكّن من متابعة دراسة جامعيّة... فسامحيه يا حبيبتي واستغفري الله له...
لقد ظلّ حتّى آخر يوم من حياته يضحّي بكلّ شيء من أجلي، ويعلّمني أنّ الحياة كرامة قبل الخبز، وأنّ العلم أوّل أسباب الكرامة المنشودة. وأنّ الجوع مع العلم أفضل بكثير من الجهل مع التّخمة... فسامحيه يا حبيبتي واستغفري الله له...
هو من علّمني التّرفّع عن سفاسف الأمور ولو كانت حياتي متوقّفة عليها. وهو من زيّن لي التّضحية في سبيل إعلاء شأن القيم السّامية ولو كان دونها الرّدى. منه تعلّمت الثبات على المبادئ رغم الضّيم. وعنه ورثت هذا المزيج من الأنفة وعزّة النّفس. فسامحيه يا حبيبتي واستغفري الله له...
هل تعتقدين أنّ قناعاتي هذه ومواقفي لا تحمّلني بعض الأذى ؟ هل تتصوّرين أنّني حين أرى "أخ الجهالة" يرفل في النّعيم بفضل جهله، وحين أجد كلّ الدّنيا من حولي تستهين بالمبادئ وتدوس القيم التي تربّيت على الدّفاع عنها ،،، هل تتصوّرين أنّني لست حزينا ؟ بلى يا حبيبتي، أنا أيضا مثلك أحزن، بل أكثر... فسامحيه يا حبيبتي واستغفري الله له...
علينا فقط أن نتمسّك بموقفنا، يا حبيبتي، وأن نتسلّح بالصّبر. فهيّا نجمع حزني الجديد مع أساك القديم. فالآن وقد فات زمان صباي، وعبرت أنت الجسر إلى العالم الآخر ثمّ عدتِ، فلا جناح علينا أن نسترجع بريق الأيّام الخوالي وأن نغنّي. فالمهمّ الآن، يا حبيبتي، هو أن تتذكّريني... ولعلّ الغناء يرجع لك ذاكرتك. فهيّا نتذكّر، وهيّا نتخيّل معا هزيم البنادر:


بنديري موهوب(1)
يا الله ... قولي يا الله ...
من عند العاطي
يا الله ... هيّا قولي...
وصغيّر مجدوب ... يا الله
مانيشي خاطي ... يا الله
يا متعرّض توب ... باريك خلاطي ...
أنا تابع الأسياد ... شيخ العرفان
يا الله


قولي يا الله ... ردّدي معي يا حبيبتي... ردّدي يا الدّرعيّة... اسمعي الجبال تردّد ... "يا الله" ... لماذا تعودين إلى الهروب منّي ؟ هيّا توقّفي عن الجري على الصّخور وعودي للغناء معي... طيّب تعالي على الأقلّ نتحاور دقيقة واحدة... "يا الله" ... تقنعيني أو أقنعك. "يا الله" ... انتظريني... "يا الله" ... لم أتعوّد على الجري فوق صخور الجبال. أنا هنا غريب تماما. فليس كالبحر الجبل يا الدّرعيّة.
هل تذكرين بحر السّواني يا حبيبتي ؟ فيه على الأقلّ شيء من الرّمل نجري عليه. هل تذكرين القرّاعية ؟ كنت أهرب منك وتجرين خلفي على الرّمال الممتدّة حتّى ينقطع نفسك ولا تلحقين... "يا الله"... تعالي نجر على الرّمال... "يا الله" ... وسوف ترين إن كنت تستطيعين سبقي... "يا الله" ...توقّفي عن الجري وانتظريني. فإن لم تفعلي فلا مناص لي من أن أبحث عنك. وسأجدك. أنت تعرفين عنادي يا حبيبتي... سأجدك مهما كانت العراقيل. اسمعي :


إن قدّر الله
يا بن مراد
نركب جواد
يا الله
نجيك منين اشتهيت العناد
يا ... يا بن مراد


ردّدي معي يا حبيبتي... "إن قدّر الله" ... اسمعي الجبال تخشع وتردّد معي. ألا تغنّين ؟ ... "إن قدّر الله" ... لماذا تعطّلينني هكذا ؟ أنا في مهمّة مستعجلة يا جدّتي... "إن قدّر الله" ... أرجوك أن تتوقّفي فتساعديني. طيّب أجيبي فقط عن أسئلتي. لم اعد أثق بجماعة سيّارة الأجرة. لذلك إنّما نزلت. لو بقيت مع سائقها فإنّه كان سيخدعني. قولي : أين نـحن الآن ؟ هل وصلنا إلى الشّمال ؟ هل هذه تازغران ؟ وإلاّ فدلّيني على الطّريق. كيف أصل إليها؟... "إن قدّ الله" ... أريد أن أنجح ... "إن قدّر الله" ... أريد أن أوصل بوصلة سيدي النّا... إلى أصحابها... "إن قدّر الله" ... أرجوك انتظريني وغنّي معي:


إن قدّر الله... إن قدّر الله ... إن قدّر الله
نركب رباع ... متين الذّراع
يا الله ...
نجيك منين اشتهيت النّزاع
يا الله ...
ترميك في بير
يا الله ...
ما لهوش قاع ... تغدى رماد
يا الله ...
على الله، ما عادشي تستفاد
يا ... يا بن مراد


قولي معي "إن قدّر الله" ... هيا غنّي يا حبيبتي، غنّي. ولكن أين البوصلة ؟ انتظريني أبحثْ عنها في الجراب... أخاف أن تكون قد اختطفت منّي في سيّارة الأجرة... الحمد لله. ها هي ذي. أين الشّمال إذًا ؟ من هنا ؟ لا بالعكس، فهذه بوصلة تشير إلى الجنوب. تأكّدت من ذلك في السّيّارة. انتظريني يا حبيبتي... ميزة هذه البوصلة أنّ إبرتها تلمع في الظّلام. ولكن قد يكون صاحب السيّارة اتجه جنوبا ليظلّلني. أليس هذا ممكنا؟ أجيبيني يا حبيبتي : هل جاءت بنا السّيّارة إلى الشّمال أم إلى الجنوب؟ من لي يلهمني طريقي؟ نادي معي يا الدّرعيّة الجعيّدة :


يا شيخي الأسمر
يا الله ... الله ...
يا ابن الدّرعيّة
يا الله ... الله ...
ناديتك تحضر
يا الله... الله ...
تاخذ بيديّا
يا الله ... الله ...


انتظري أرجوك يا حبيبتي... "يا الله الله" ... إنّي أشعر بدوار وأنا أنظر إلى سفح الجبل... "يا الله الله"... أحسّ بأنّني سأسقط فأتحطّم على صخور هذه الهاوية... "يا الله الله" ... هل أنا من متّ يا الدّرعيّة ؟ قولي الحقيقة ولا تخافي عليّ من الصّدمة ...
ما هذه المناظر، يا مَن أنتم هنا ؟ إنّها تشبه مناظر الدّنيا الفانية، أو بالأحرى مناظر بعض الأدب الذي عرفته في الفانية... أليس هذا جبل أبي هريرة ؟ إنّي أتذكّره جيّدا. وإنّني لخائف... إليّ يا أبا المدائن(2) ... لا تتركني ""أحثّ فرسي وأرسله كالرّيح، إنّني إذا سأسقط في الهاوية... صدّقني... سأغيب عنك في هذا الليل. وستسمع صخورا هاوية وصهيل ألم... وستأتيك صيحتي تملأ الوادي ... سيقشعرّ لها جلدك، يا أبا المدائن، ولكن لا تصدّق أنّها صيحة فرح كما بدت لك صيحة أبي هريرة... فليست رغبتي أن أكون طعاما لمأدبة الشّياطين""...
وأنت يا الدّرعيّة الجعيّدة، لماذا تتخلّين عنّي ؟ ولماذا أُبعث في هيأة أبي هريرة، فأسرع في التّوّ إلى حتفي؟ هل في جهنّم بُعثتُ يا حبيبتي ؟ امسكني جيّدا يا أبا المدائن ولا تتركني أتهوّر كما تهوّر صاحبك... فأنا مازلت شابّا لم أعش بعد من هذه الحياة شيئا... امسكيني جيدا يا الدّرعية وقولي لي إنّني أحلم فقط... ولكن هذا الحلم لا يشبه رؤاي السّابقة في شيء... الخطر يحيط بي من كلّ الجهات... البوصلة في خطر ... لا بدّ أن أخفي بوصلة سيديّ النّا... في أيّ مكان أمين، قبل أن يغمى عليّ... هيّا نادي معي يا درعيّة:


يا حُمر العين
يا بابا النّاصر
يا حُمر العين
أنا ننادي
ننادي وأنت فين
يا بابا النّاصر

انتظريني يا الدّرعيّة... "يا حُمر العين" ... ليس أضمن من سروالي مخبأ للبوصلة ... "يا حُمر العين"... سأخفيها في موضع حيث لا تصل إليها يد الجنّ الأزرق... "يا حُمر العين"... علّمني سيدي النّا... أن أدافع عن سروالي إلى آخر رمق، لذلك فسأدافع عن بوصلته بدفاعي عن سروالي..."يا حُمر العين"... كان سيدي النّا... يقول لي : "لو حصل لك أنت ما حصل لابن خالتك عامر البينتو فسأقتلك"... كان يريدني أن لا أفتح سروالي أمام أحد، إلاّ أن تأتي ليلة العمر، ليلة تصل من هي نصيبي... ولقد حافظت على هذا السّروال عصيّا عن الفتح حتّى فتح الله عليّ بعيشوشة، وعرفت أنّها نصيبي، يا الدّرعيّة يا حبيبتي... ها أنا أخفيت البوصلة، هيّا الآن نكمل الأغنية:


لابس برنوس
داخل للحضرة
كأنه عروس
وصناجق تذري
تتشاف على ميلين
يا بابا النّاصر


الصّلاة على رسول الله ... إليّ يا الدّرعيّة يا جعيّيييييدة ... فالقاااااااااع يسحبنيييييي ...

الهكواتي .../... يتبع


(1) كلّ نصوص الأغاني الواردة هنا من التّراث الصّوفي كما اختزنته ذاكرتي الشخصية دون إعادة بحث أو تمحيص. وقد حفظت الكثير عن الشّيخين عبد السّلام حليلة رحمه الله وعمارة بشير، أمدّ الله في أنفاسه.
(2) أبو المدائن هو صديق الشّخصيّة الرّئيسية في "حدّث أبو هريرة قال" لمحمود المسعدي. بقيّة هذه الفقرة اقتباس بتصرّف عن فقرة في اللوحة الأخيرة من هذا النّصّ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني