الشّيخ وشقفة الفسيفساء

سنتي على جناح السّرد – النّص 21 من 53 – 27 جوان 2008

الشّيخ وشقفة الفسيفساء

"لو لم أكن عميت عن فهم أهمّية ذلك الوتد الحديديّ اللعين وذلك السّلك الغليظ المشدود إليه، لما أقدمت على لمس الحائط بضربة مطرقة واحدة. ولكن هو القضاء، يا أخي، إذا طرق بابك فلا رادّ له مهما كان احتياطك. وكلّ ما تبقّى، ليس أكثر من أسباب منطقيّة إليها يطمئنّ العقل لتفسير ما حدث."
كنت هناك للاختلاء بنفسي قبل اتخاذ قرار خطير قد تكون عواقبه كارثيّة. ولم أكن قد عرفت السّيّد سابقا أبدا، ولا كنت بادرته بالكلام. بل لقد وقفت لاستقباله مرغما أو أكاد. ومع ذلك فقد فرض حضوره عليّ وشرع يروي لي قصّته حالما انصرفت حفيدته التي اقتادته وأمُّها إلى كرنيش "الفالاز". أخذ يتنهّد متحسّرا على نفسه والدّمع من عينيه على أهبة الهطول، وكأنّه أوّل من كسرت ساقه واضطرّ إلى الاستعانة على المشي بعكّازتين. لو كان يعلم ما كنت أعاني أنا، لهان عليه ألمه قطعا. ولكن لا يهمّ هذا الآن.
المهمّ أنّني توصّلت إلى كتم ما كان يغلي بداخلي وإلى قبول جلوس غريب إلى جواري على هذا البنك الوحيد المشرف على الفالاز. بل لقد أخذت منه عكّازتيه وساعدته على الجلوس. ووضعت حفيدته كرسيَّ بلاستيك أمامه، لتُسنِد عليه ساقه اليسرى الملفوفةَ في الجبس من أخمصها إلى أعلى الفخذ. ثمّ انطلقت تعدو فقطعت الطّريق والتحقت بأمّها لتغيب وإيّاها في الزّقاق الذي قدمتا منه.

تظاهرت كعادتي بأن كلّ شيء لديّ على ما يرام وقلت له أهوّن عليه :
"صحيح أنّ الكسر مؤلم وأنّ الشّعور بالحاجة إلى مساعدة الآخرين مزعج. ولكن، دفع الله ما كان أعظم. كلّها فترةٌ وتخلَع الجبس وتعود إلى المشي على رجليك بلا مساعدة من أحد. فأنت ما تزال صغيرا وفي صحّة جيّدة، ما شاء الله."
كان يبدو على ذلك الشّيخ أنّه محلُّ عناية فائقة. فقد كان نقيّ السّحنة، أنيق اللباس، يبدو بالتّأكيد أقلّ شيخوخة منّي. لعلّه في الستين من عمره أو أقلّ، أو أكثر بقليل. رسم على شفتيه بسمة مُرّة وأخذ يحرّك رأسه يمنة ويسرة كالمتذمّر من القدر الغادر. ثمّ تنهّد بعمق وواصل سرد حكايته، وعلى وجهه ذاتُ اللوعة:
"آمنت بالله، يا أخي ... لا رادّ لقضائه. ولكن، تمنّيت لو أنّني قضيت تماما تحت الأنقاض من أوّل ضربة مطرقة. هكذا، عقابا عادلا لي على عنادي. سأبلغ الثّمانين من عمري بعد أشهر قليلة. ومع ذلك فأنا أتصرّف وكأنّني تقاعدت البارحة. هكذا كنت إلى يوم الحادثة، متسلّطا، صلبَ الدّماغ، لا أقبل من أحد أن ينصحني. كلّ نصيحة تلقى إليّ خوفا عليّ من خطر محدق، أعتبرها تدخّلا في شؤوني الخاصّةِ، وحكما عليّ بالخرف وبالحاجة إلى وصاية ابنتي وصهري بل وحتّى أحفادي. لقد عشت دوما مستقلاّ، أتّخذ القرار بمفردي في كلّ شأن، ولا شيء يحُدّ من حرّيّتي أو يلزمني بالانقطاع عن الحركة... صدّقني، أنا لا أستطيع البقاء في البيت دون عمل أقوم به."
- "هل رأيت حفيدتي، قال، هذه التي انصرفت أمامك منذ حين ؟"
لم أنتبه إلى سؤاله كما ينبغي. فقد فاجأني التّقارب بين سنّه وسنّي والتّشابه بين طبعه وطبعي، حتّى انتابتني غفوة وكدت أتماهى معه في جلد ذاته، وأشعر بوخز الضّمير لجرم بدا لي وكأنّني اقترفته ولا أستطيع تذكّره. ولكنّ نبرة السّؤال في كلامه أيقظتني من غفوتي وأعادت إليّ رباطة جأشي.

هَمَمْت بردّ الفعل على ما لمست في حديثه من اعتذار ضمنيّ عن قوّة شخصيّته ومن ندم لا مبرّر له على تشبّثه بالحياة إلى آخر رمق. ولكنّني تراجعت عن التّدخّل فيما لا يعنيني، وقرّرت أن أتظاهر فقط بالاستماع إلى حكايته وأن أعود إلى التّركيز على مشاكلي الذّاتيّة حتّى أتّخذ القرار الصّارم قبل وصول ابني لأخذي معه. لذلك أجبته، هكذا، من باب تسجيل الحضور :
- "آ.. الطّفلة ؟ نعم، نعم"
فواصل حكايته قائلا : " أنا جدّها للأمّ ولكنّ أباها ابنُ أخي. وَلَدٌ صالح، ربّيتُه بعد وفاة أخي، وزوّجته ابنتي منذ كان طالبا. أعترف بأنّه كان بَرًّا بي كما لو كنت أنا والدَه. كما أعترف بأنّ حبّه لي لم يكن يعادله سوى حبِّ ابنتي الوحيدة، وبأنّ خلافنا الوحيدَ كان مردّه خوفُه من تبعات تهوّري على سلامة بدني. ولقد حذّرني ألفَ مرّة من مجرّد الاقتراب من البرج العتيق، بل ومن ذلك الجدار بالذّات. حذّرني، ولكنّني كنت مصرّا على عنادي وما كان بيده أن يفعل شيئا."
"كنت أعرف أنّ الجدار ينذر بالسّقوط. ففيه شقّ عميق يقسّمه إلى نصفين. وكم مرّة فسّر لي المختصّون أنّه لم يعد يرجى من البرج خيرٌ وأنّه يحسن بي أن أرخّص لابن أخي في هدم أطلاله لإقامة بناء جديد مكانها، أو حتّى لتوسيع حديقة الفيلاّ. ولكنّ شيئا ما كان يصدّني عن الموافقة، وما كان لابنتي ولا لزوجها أن يجرؤَا على معارضتي. ذلك أنّ في طرف البرج محلّ ما يزال قائما وقد كان في ما مضى مكتبا خاصّا لأبي. ثمّ كان منّي ومن المرحوم أخي أن وظّفنا ذلك المحلَّ بدورنا، لسهرات شبابنا. بل لقد عقدنا فيه حتّى بعضَ الاجتماعات السّرّيّة لخليتنا أيّام المقاومة. واستقبلنا فيه عديدَ الأصدقاء الذين كانوا يأتون من العاصمة لزيارتنا. ولكن، لم تكن هذه الذّكرياتُ الشبابيّةُ وحدَها الحائل دون ترخيصي في جَرْفِ البرج. بل كان أهمُّ سبب لعنادي تعلّقي بلوحة فسيفساء صغيرة لم تُصَبْ بأيّ أذى حين انهار جناح البرج وتشقّق الحائط."

"لقد بقيت اللوحة الصّغيرة سليمة رغم أنّها تعود على الأرجح إلى عهد الرّومان. ومازلت أذكر كيف جلبتها منذ أكثرَ من ستّين سنةً، أيّام كنت طالبا في الزّيتونة. فقد اقتطعتها برفق من أرضيّة عتيقة مشوّهة كشفَتْها السّيول في حقل كان لنا بهضبة التّنّير، حيث كانت تمتدّ أطرافُ روسبينا القديمةِ على ما يقال. ولقد حفرتُ بنفسي مساحة دائريّة على قياسها في صدر الجدارِ حيث ساعدني أخي الصّغيرُ رحمه الله على تثبيتها بالجبس وخيوط الصّبّار. وما كنت أثق بقدرة عمّال هذه الأيّام على اقتلاع لوحتي سليمة معافاة. لذلك اغتنمت فرصة خروج صهري وقضّيت أربعَ ساعات أو أكثرَ أعالج محيطها برفق بالمنقار والمطرقة حتّى كدت أتوصّل إلى اجتثاثها. ولكن أين هي الآن ؟ لقد ذهب كلّ شيء هباء تحت الرّكام."
لم يزدني قرار الإعراض عن الاستماع إلى الشيخ إلاّ انتباها لما يقول. حتّى كاد يذهب في ظنّي أنّني ربّما أجد في قصّته ما يساعدني على اتخاذ قراري. ولكن حين كشف عن سبب حسرته عجبت لبساطة عقله ولتعلّقه بمثل هذه السّفاسف. فكان لا مناص من أن أقاطعه:
"خلتك تتحسّر على رجلك وتتوجّع ممّا تسبّبه لك من ألم، فإذا أنت حزين على ذهاب شقفةٍ من لوحة فسيفساءٍ تحت الرّكام. ذهبَتْ روسبينا بأكملها يا أخي، وذهب الرّومانُ الذين بنوها. وبعدهم ذهب الوندالُ وذهب البيزنطيون. ثمّ ذهب بعدهم المسلمون الفاتحون فأحفادُهم بناةُ الرّباطات. حتّى المعمّرون الفرنسيّون الذين كانوا هنا والذين كنت بالأمس القريب تقاومهم كما كنت تقول، ذهبوا بدورهم. فهل يدوم في الكون غيرُ خالق الكون؟"
ردّ وابتسامتُه المرّةُ المشحونةُ أسفا لا تفارق شفتيه :
"لا إله إلاّ الله ولا دائم سواه... إنّما حسرتي على حماقتي يا أخي. كان الخطر هناك يتجلّى أمام عينيّ قبل حلول الكارثة بساعة أو أكثر، وكأنّه كان ينذرني. كنت أنظر إليه فلا أراه. كنت أعمى البصيرةِ فما أوليته اهتماما. كان كلُّ همّي أن تبقى فسيفسائي سليمة حتّى النّهاية. وكان كلّ تركيزي منصبّا على كسب الرّهان لأثبت أنّني مازلتُ بحقّ أصلح لشيء ما في هذه الحياة."
"لقد كان يوجد، على قدر شبرين من محيط اللوحة، وتدٌ من حديد معقّفِ الطّرف. كان مدقوقا في الجدار، ومشدودا إلى سلكٍ غليظٍ مضاعفٍ. كان الوتدُ يرتعش كلّما هويت بالمطرقة على المنقار. والأغرب أنّني رأيته بعينيّ هاتين وقد بدأ ينقلع من الحائط رويدا رويدا، ولكنّني لم أعره أيّ قدر من الأهمّية. حين سمعت الطّرق على باب الحديقة، كنت أتساءل بيني وبين نفسي، وقد انسلّ من الحائط بعدُ أكثرُ من نصف الوتد، أيُّهما سينقلع الأوّلُ، هو أم لوحتي."
"نزلت من فوق الكرسيّ الذي كنت أستعمله لألحق اللوحة، ووضعت عليه أدواتي وانصرفت لفتح الباب منتظرا أن يحدجني ابنُ أخي بنظرة عتاب خفيّة، وهو الذي كان يخاف عليّ من أن يصيبني مكروه لو قدّر للحائط أن ينهار. ولكنّه حيّاني آليّا ودلف مهرولا إلى الفيلاّ. قد لا يكون تفطّن إلى أنّني كنت بصدد قلع لوحة الفسيفساء رغم تحذيره، ولعلّه لم يلاحظ حتّى أنّني كنت أرتدي البدلة الزّرقاء التي كان يستعملها كلما كان له عمل في الحديقة. لقد كان جدُّ منزعجٍ من حماقة ارتكبها ابنه البكرُ في المدرسة. وكان مصمّما على تأديبه كما لم يؤدّبه من قبل..."

*****

مرّة أخرى انقطع عنّي حبل الحكاية فوجدتني أسرح بفكري بعيدا يشغلني سؤال طرحه الشّيخ وتبنّيته دون أن أشعر : ألا تكون غايتي أنا أيضا كسب الرّهان لمجرّد إثبات أنّني مازلتُ أصلح لشيء ما في هذه الحياة ؟
لحقت السّرد حين كان الشيخ يتحدّث عن سحب أدواته واعتزامه الانصراف في انتظار فرصة جديدة يغتنمها لـيعود إلى ما كان فيه. قال :
"...كانت رجلي اليمنى تشرع في خطوةٍ أخيرة على كدس الرّدم الملتصق بالجدار، وكانت يدي اليمنى تستند إلى طرف الحائط الذي تهيّأ لي أنّه بدأ يرتجّ قليلا. بقيّة الأحداث تمّت في مثل طرفة عين، بل في أقل من ذلك قطعا. رأيت حفيدي الأكبر يهرع قادما من باب الفيلا الخلفي فيغامر بالمجيء إلى البرج ويخترقه باكيا ليتشبّث بأثوابي سعيا إلى الاحتماء ورائي. فإذا نـحن نفقد توازُنَنَا معا فأسقُطُ فوقه وظهري يكاد يرفسه. وإذا أبوه الذي كان يلاحقه مشهرا حزامه الجلديَّ لتأديبه، يطلق باتجاهنا صيحة فزع فهمت منها ما معناه أنّه كان يحذّرنا من خطر موت محدق."
"صورتان متزامنتان بقيتا منطبعتين على صفحة عينيّ قبل أن يغمى تماما عليّ : وجه ابن أخي وهو يتأهّب لاختراق البرج محاولا إنقاذ حياتنا، وذلك الوتدُ اللعين وهو ينسلّ نهائيّا من مكانه وينطلق من الجدار كقذيفة من مدفع. ثمّ إذا جانب الجدار الذي كنت أستند عليه ينهار فوق رجلي اليسرى، هذه التي تراها في الجبس، وإذا غشاوةٌ على عينيَّ تنتزع من ذاكرتي مساحة كاملة من الزّمن، كأنّها لم تكن من حياتي."

*****

أرسل إليّ الشّيخ نظرة متسائلة كما ليرى إن كنت أتعاطف معه وأقدّر خطورة مصابه. أو لعلّه كان يريد فقط التّأكّد من أنّني ما زلت أتابع قصّته بانتباه. ذلك أنّه واصل حديثه، دون أن ينتظر مني أيّ ردّ فعل، فقال:
"لكم تمنّيت أن لا أستيقظ من إغماءتي أبدا. فحين فتحت عينيّ، وجدتني على محفّة يحملني أعوان الحماية المدنيّة إلى سيّارتهم. وكانت حفيدتي وحفيدي الأصغرُ في حضن الجارة تحنو عليهما وتحاول تهدئتَهما. أمّا حفيدي البكرُ فكان، من فضل الله، يقف سليما معافى خلف أمّه الجاثية على ركبتيها، شادّا على كتفيها، يبكي معها بحرقة ويصيح "بابا بابا". ألقيت نظرة غائمة إلى ناحية ركام البرج فإذا أعوانٌ آخرون يخرجون من تحت الأنقاض جسد ابنِ أخي الذي هوى عليه كلّ ما تبقّى من السّقف."
"بقيت بالمستشفى أحسِب الأيّام وأنتظر ساعة الفرج. كنت أدعو الله العظيم الذي أعادني إلى وعيي وأنا شيخ هرم، ليس بقائي أكثرُ من عبئ على الآخرين، أن يأخذني إليه ويعيد ابنَ أخي من غيبوبته، من أجل أطفاله الثلاثة وزوجته الذين يحتاجون إليه لضمان تواصل حياتهم في كنف الاستقرار."
سكت الشّيخ برهة وأنا لا أجد كلاما أهوّن به عليه، ثمّ أطلق زفرة حرّى دون أن يستطيع ذرف دمعة واحدة معها وقال:
"لو كان لحسابي أيّ شأن، أو كان الله يريد أن يستجيب لدعائي، لكنت تفطّنت من البداية إلى أنّ الوتد كان مشدودا إلى عدد من الأعمدة الخشبيّة الحاملة للسّقف، وأنّه متى انسلّ انفصلت الأعمدة عن بعضها، فوقع السّقف وانهار الجدار. ولكن، وحدها تبقى دوما صحيحةٌ، حسابات القدر، تلك المدوّنةُ في اللوح المحفوظ. رحم الله ابن أخي. فكيف كان لي أن أفهم أنّ سعيي إلى ترك أثر صغير من ماضي عائلتنا أمام نظر أحفادي سينجرّ عنه إزهاقُ روح رجل البيت الحقيقيّ، وترمّلُ ابنتي، وتيتُّم أحفادي، مع بقاء جدّهم المتسبّبُ في المأساة عالة على كواهلهم، ومع صدمة نفسيّة مدمّرة سيعيشون تحت تأثيرِها بقيةَ حياتهم ؟"

سكت الشّيخ هنيهة أخرى كما لو كان مصرّا على معرفة جوابي على سؤاله. ولكنّ هول ما حدث له أخرسني. ما جعله يطرح سؤاله من زاوية أخرى :
"وابن أخي، هل كان يعلم وهو الذي كان دائم الحرص على إنقاذ حياتي من تبعات تهوّري، أنّه إنّما كان يسعى بذلك إلى قدره المحتوم ؟"
أرسل إليّ الشيخ هذه المرّة نظرة تنتظر منّي صراحة جوابا على سؤاله أو على الأقلّ رأيا في ما سمعت منه. ولكن سيارة ابني الأصغر كانت قد وصلت أخيرا، وكان عليّ أن أنصرف معه. فودّعت الشيخ في صمت وخطوت خطوتين في اتجاه السّيّارة. ثمّ قدّرت أنّني سأترك له عنّي ذكرى أمل خائب، فعدت إليه وهمست في أذنه :
"في قصّتك يا أخي درس حقيقي. ولقد بدا لي منذ حين وكأنّ القدر ساقك إليّ أنا بالذّات لتنير سبيلي. ولكن، بداخلي الآن صوتا صار يدفعني بأكثر إلحاح إلى محاولة كسب رهاني الخاصّ على نـحو لا يهمّ سواي. قد يصيبني ما أصابك فألقاك ثانية بعكازتيّ تحت إبطيّ. بل قد أقضي تماما فلا ألقاك بالمرّة. ولكن، من يدري... فإنّي أرى لي حظّا بنسبة واحد بالمائة للنّجاح في إثبات أنّني مازلتُ فعلا أصلح لشيء في هذه الحياة ... وما دامت توجد هذه النّسبة، فسيبقى في اللعبة دائما ما يغريني بالمحاولة...


الهكواتي - المنستير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني