ملفّ فرحان الهاني

سنتي على جناح السّرد – النّص 20 من 53 – 20 جوان 2008

ملفّ فرحان الهاني

من قال إنّ الواقع مجال الوقائع العاديّة والتّصرّفات الرّصينة والمواقف المتوازنة والظواهر المفهومة بالمنطق، وإنّ الخيال هو موطن الغرابة الطّبيعي ؟ خطأ كلّ هذا. فالواقع اليوم صار أغرب من كلّ غريب. وما يفرزه يوميّا لا يخطر على بال أشهر كتّاب الفانتازيا ولا يقدر على تصوّره أمهر مؤلّفي الخيال العلمي.
النّاس، كلّ النّاس في هذه المدينة المترامية الأطراف ... العابرون، كلّ العابرين من هذه الدّنيا الهادرة التي تطحنهم أخضر ويابس وتضغط على نفوسهم كبيرا وصغيرا ورفيعا ووضيعا، لا تستثني منهم أحدا... جميع البشر، قلت، على قاب قوسين من الانهيار النّفسي. اسألوني أنا وسأروي لكم عجائب. فعليّ يمرّ من أصناف البشر ما لا يحصى. الكلّ يتألّم من كلّ شيء والكلّ ينزعج من كلّ حدث ولا يعرف للاطمئنان مسلكا ولا للفرح سبيلا. وهكذا تراهم يأتون أفعالا ويتفوّهون بأقوال لا تدري أمامها إن كان ما يزال يحقّ لك أن تضحك أم أنّه يحسن بك الشروع في البكاء قبل أن يأتي دورك لتُخرج منها ما هو أغرب.

هاكم مثلا ما جرى عليّ أنا بالذّات يوم أمس. كان حدثا لا يصدّقه العقل، تافها في ظاهره، خطيرا في جوهره. حدث مازلت بسببه في ذهول، ومازال في نفسي من جرّائه لوعة وكفر بالإنسان وبعقل الإنسان وبطبائع الإنسان وبصداقة الإنسان للإنسان.
كلب يا زمان... فرحان ؟ أنا ؟ لم أكن أبدا أتصوّر أن يأتي عليّ يوم يتصرّف فيه فرحان الهاني، معي أنا بالذّات، مثل هذا التّصرّف.

*****

انطلقت المشكلة مع رنين هاتفي الجوّال في ساعة مبكِّرة من الصّباح. كنت على أهبة الانطلاق على درّاجتي النّارية لأفتح قاعة الحلاقة، عسى أن يمرّ عليّ بعض أولائك الحرفاء الذين تعوّدوا المجيء للتّجمّل قبل الذّهاب إلى مكاتبهم. فتحت الخطّ فإذا صوت نسائيّ لا أذكر أنّني سمعته سابقا يصبّح عليّ ويسألني إن كان هذا رقم الأستاذ عفيف الحجّام. أستاذ ؟ هل أصدّق ؟ على كلّ حال، أجبتها بالحرف الواحد هكذا:
- صباح الخير سيدتي، عفيف الحجّام معك بالتّأكيد. ولكن... آ... أستاذ... آ... لم لا ؟ يمكنك أن تقولي هكذا.
من أوّلها، حكمت على جوابي هذا بأنّه غريب. زعمت أنّه جواب مراوغ وأنّه يفضح تذبذبا في شخصيّة صاحبه. قالت إنّها امرأة محترمة وإنّها قبل كلّ شيء امرأة واثقة من سلامة مداركها العقليّة. ثمّ طالبتني بكلّ أدب بأن أكون واضحا، فإمّا أن أكون أنا الأستاذ عفيف الحجّام أو لا أكون. عندها اتخذت بدوري لهجة حازمة، وأجبتها بأنّه عليها أوّلا أن تقدّم نفسها حتّى أعرف من هي ولماذا تطلبني هذا الصّباح من رقم لا يوجد بذاكرة هاتفي الجوّال. ولكنّها ألحّت على أن تتأكّد من اسمي أوّلا. فقلت لنفسي إنّني في الحقيقة لا أرى مانع من أن أقدّم لها هذا التّنازل. وأجبتُها دون مراوغة بأنّني فعلا عفيف الحجّام.
وفي الحال انخرطت المرأة المسكينة في البكاء وأخذت تخاصمني كأنّني المتسبّب في كلّ تعاستها :
- أنا زوجة صديقك فرحان الهاني. وأنت رجل صاحب شرّ ورفيق سوء. فما أنت بصدد مساعدة صديقك على فعله ضدّي حرام في دين الله، وسأحاسبك عليه يوم الحساب.


صدمتني التّهمة وأغضبني هذا السّباب وخاصّة هذا الدّعاء عليّ في هذه السّاعة من الصّباح وأنا قاصد باب الله بحثا عن رزقي. وجدتني مرتبكا لا أفهم حتّى طبيعة الصّنيع الذي تعاتبني من أجله هذه المخلوقة. أيّ مساعدة يمكن أن أكون قدّمت لزوجها ففهمت منها أنّني أتعمّد الإساءة إليها ؟
قلت لها لأهدّئ من روعها إنّني رجل مسالم جدّا، حسّاس جدّا، ولا يمكن أبدا أن أتعاون مع أحد على الإثم والعدوان، ولو كان أعزَّ أصدقائي. وأضفت أنّني ضعيف جدّا أمام بكاء المرأة عموما، ويؤلمني بالخصوص أن أسمع بكاء زوجات أصدقائي. فما بالك حين تبكي زوجة صديقي فرحان الهاني.
ثمّ، حين كفّت عن البكاء، بيّنت لها أنّني أنا من ينبغي أن أعاتب فرحان الهاني هذا، بل وأن أعاتبها هي أيضا بوصفها خطيبته السّابقة وزوجته الحالية. فما هذه الصّداقة التي تجعل صديقا ينسى صديقه يوم فرحه ؟ وكنت بالتأكيد على حقّ. ذلك أنّني لم أدع إلى حفل زفافهما، بل الأدهى أنّني لم أسمع أصلا بأنّ فرحان الهاني هذا قد تزوّج.
باختصار.... كلام كثير من هذا القبيل قلته لها، هكذا كما جاء على لساني، من أجل أن أطيّب خاطرها، من أجل أن أشعرها بأنّ هناك من هو مستعدّ للتّعاطف مع إنسانة مثلها في مثل هذه الظّروف. ولكن شريطة أن يفهم القصّة كاملة وأن يعلم بالضبط ما هو المطلوب منه. وهكذا بدأت تهدأ بالفعل وأخذت تروي لي كيف تزوجت فرحان منذ أكثر من سنة بمكتب ضابط الحالة المدنية وفي حضرة شاهدين فقط.
سردت عليّ بالتّفصيل المملّ كيف قبلت بأن تتزوّجه فقيرا بطّالا وبأن تبني معه انطلاقا من الصّفر عشّا بسيطا، وكيف بدأت بينهما المناوشات إلى أن أصبح لا يتردّد في تهديدها كلّ مرّة بالطّلاق، وكيف أعلمها في إحدى المرّات بأنّه أودع ملفّا في المحكمة ليشرع في إجراءات طلاقها ثمّ كيف عاد ليصالحها وتراجع عن القضيّة، وأخيرا كيف كثرت خلافاتهما فبلغت حدّها، ما جعله يقبل عليها منذ يومين ليعلمها بأنّه قد ملّ عشرتها نهائيّا وبأنّه أقدم على رفع قضيّة حقيقيّة ضدّها في الطّلاق للضّرر الحاصل منها وأنّه متأكّد من إمكان ربحها لأنّه كلّف بملفّها صديقه الأستاذ الكبير عفيف الحجّام، أحسن المحامين على الإطلاق في قضايا الطّلاق.

*****

إييييه ... لكم تنفّست الصّعداء حين وصلت في قصّتها أخيرا إلى هذا الحدّ، وحين تأكّدت أخيرا من أنّها إنّما طلبت بكلّ بساطة الرّقم الخطأ.
"لا، ليس رقما خطأ"، قالت.
قلت " يا سيّدتي إنّني لئن درست الحقوق لمدّة سنة وبضع أشهر فأنا رجل أشتغل بالحلاقة ولا علاقة لي بالمحاماة إطلاقا."
ولكنّها أصرّت على أنّها لم تطلبني أبدا على وجه الخطأ. بل أنّها لئن طلبت من رقم لا أعرفه فلأنّها تطلبني لأوّل مرّة من هاتفها الشخصيّ في حين أنّها أخذت رقمي من ذاكرة هاتف زوجها. ثمّ قالت ، كما لو أنّها تحاول تسديد الضّربة القاضية بتقديم الدّليل على ألاّ شيء حدث بالصّدفة وعلى أنّها كانت تسعى إلى الاتصال بي أنا بالذّات :
- ألست أنت عفيف الحجّام المطرود من كلّية الحقوق ؟
ما كان أمامي غير الاعتراف. وعندها قالت لي، وهي لا تكتم نشوتها بالفوز بهذه الجولة الأولى على حسابي، إنّها ليست سوى زوجةِ صديقي الحميم فرحان الهاني الذي أطرد مثلي من نفس الكلّيّة في نفس السّنة.
يا سبحان الله. السيّدة الفاضلة تعرف حتّى تفاصيل قضيّتي مع كلّيّة الحقوق. ماذا كان يمكنني أن أقول ؟ الخطأ الآن صار خطئي، فأنا من لم أعد أذكر أيّا من الذين أطردوا معي في تلك السّنة المشؤومة. ولكن زوجها أيضا يتحمّل قسطا من المسؤوليّة في ما حدث. فهو من حاول خداعها بجعلها تعتقد أنّني عدت إلى الجامعة بعد طردي وأصبحت محاميا. والآن وقد تأكّد لها أنّني لست محاميا فقد فهمت أنّ سي فرحان كان يكتفي كالعادة بمجرّد تهديدها. وها هي قد اطمأنّت على مستقبل حياتها الزّوجيّة، وأخذت فيما بدا لي، تتهيّأ لردّ الفعل.
قلت لها إنّني لا أريد أن أقطع عليها فرحتها بكشف بطلان ادّعاء زوجها بأنّ له أصدقاء من بين الأساتذة المحامين. ولكنّني لم أدَعِ الفرصة تمرّ دون أن أتدخّل بالمعروف لفائدة فرحان الهاني هذا، وهو الذي كان صديقي رغم كلّ شيء. لذلك تصدّيت لزوجته بشدّة وعارضت صراحةً اعتزامها مغادرة بيتها إلى بيت والديها.
قالت لي إنّها لا تريد أكثر من قضاء بعض الأيّام هناك، فقط ما يكفي من الوقت لمعاقبة زوجها على ما أدخله عليها من هلع، حتى لا يعود مستقبلا إلى مثل هذا الصنيع. ولكنّني رفضت رفضا قاطعا. قلت لها إنّ فرحان إذا كان قد وصل إلى هذا التّصرّف فلأنّه، ولا بدّ، أحسّ منها ما يمسّ كبرياءه أو ينال من مصالحه الحيويّة.
وحتى أقدّم الحجّة الدامغة، بيّنت لها أنّني أنا مثلا لو علمت بأنّ زوجتي تتجسّس على ذاكرة هاتفي الجوّال، كما فعلت هي مع فرحان، لغضبت شديد الغضب. بل ربّما لم أكتف بمجرّد التّهديد بالطّلاق. لأنّ الزّواج لا يمكن أن يقوم إلاّ على الثّقة المتبادلة، ومثل هذا التّجسس لا يدعم الثقة بين الأزواج أبدا.
بدا لي أنّها لانت، فقلت لها إنّ خير الزّوجين من يبادر بالصّلح بعد الخصام وإنّها لو جرّبت ذلك لقضت على الخصومة في المهد ولقضّت ليلتها في فرح وحبور، عوض قضائها وحيدة باكية في بيت والديها. ووعدتها بأنّها متى اتّبعت نصيحتي فستشعر بسعادة أكبر ممّا لو جعلت فرحان يعود إليها راكعا تحت رجليها ويطلب منها المعذرة قبل اصطحابها إلى عشّ الزّوجيّة من جديد.
كان واضحا في نهاية المكالمة أنّها أقرّت لي بانتصاري في الجولة الختاميّة من هذه المفاوضات الشّاقّة. فقد بدت خجلة من نفسها وما عاد أمامها من مخرج سوى الاعتراف بأنّها أخطأت في حقّ زوجها. بل إنّها شكرتني كثيرا لصدق أحاسيسي نـحو صديقي فرحان الهاني. ووعدتني بأنّها لن تغادر بيتها، بل إنّها ستبادر كما نصحتها بمصالحة فرحان حال عودته من الشّغل. كما وعدت بأنّها ستنتظر أيّاما ثمّ تطلب منه أن يدعوني وزوجتي إلى زيارتهما حتّى نتعارف، لأنّها سعدت فعلا بأن يكون لزوجها صديق مخلص وطيّب مثلي. وطلبت منّي في الختام أن أكتم عن صديقي أمر هذه الدّردشة الصّباحيّة بيننا. وكيف لي أن أعلمه بها وأنا لا أعرف عن مكانه شيئا وليس لي حتّى رقم هاتفه لأخاطبه ؟

*****


كان من الطّبيعي أن لا أصل إلى قاعة الحلاقة وأن لا أفتحها إلاّ بعد فوات الأوان ودخول كلّ الموظّفين إلى شغلهم. قد يكون تأخّري أفقدني بعض الدّنانير مقارنة مع متوسط حصيلة الحصّة الصّباحيّة. ولكنّني قضيت يومي راضيا عن نفسي فرحانا جدّا بما فعلته من خير حواليّ.
حين عدت إلى البيت وقت الغداء سألت زوجتي إن كانت تذكر من بين أصدقائي القدامى فرحان الهاني. فنفت أن تكون سمعت به مجرّد السّماع. ولكنّها أثنت عليّ وقالت إنّها لو كانت محلّي لقدّمت إلى زوجة هذا الصّديق نفس الخدمة. فما من عمل أنبل من إصلاح ذات البين.
كما عبّرت عن سعادتها، متى دعينا إلى زيارة الزّوجين في بيتهما، بالتّمكّن من تلبية هذه الدّعوة ومن أخذ هديّة قيّمة معها، تهنئة منها على عودة المياه إلى مجاريها بين الزوجين، وعربون صداقة جديدة تخرجها من عزلتها في هذا الحيّ المرقد الذي لا يزورها من سكّانه أحد أبدا.

*****

كان النهار يتأهّب للأفول. وكانت قاعة الحلاقة مليئة بالزّبائن. وكانت معنويّاتي جدّ مرتفعة وأنا أحلق لهم. فجأة رنّ جرس هاتفي الجوّال. كان نفس الرّقم، رقم زوجة صديقي القديم الجديد فرحان الهاني. فتحت خطي وأنا في غاية السعادة بأن أسمع أخيرا صوتها مبشّرا بانعقاد أجمل صلح مع زوجها. وإذا صوت رجاليّ غريب عن سمعي، يأتي من الطّرف الآخر مرغيا مزبدا :
- يا كم انخدعت فيك... لم أكن أتصوّر منك هذه السّذاجة، بل هذه الحقارة... وما كان في ظنّي أبدا أن أكون إزاء رجل لا يعوّل عليه أبدا.
كلام كان له عليّ تأثير الصّفعة تأتي من حيث تُنتظر عبارات الشّكر والامتنان. فإذا وجهي مفرغ من دمه حتّى خيّل إليّ أنّ كلّ من كان في القاعة سمع ما كنت أسمع وتفطّن إلى ما وُجّه إليّ من إهانة. صرخت في مخاطبي وأنا في ذروة الانفعال:
- من أنت أوّلا حتّى تخاطبني بهذا الشّكل دون أن تعرف حتّى من أكون ؟
- أنا فرحان الهاني، وأنت تكون عفيف الحجّام، عرّة فصيلة الرّجال والمثال الحيّ عن ضعف الشّخصيّة. فلو كانت لك من الرّجولة ذرّة واحدة، لكنت قبلت موقع الأستاذ، على الأقل من أجل أن لا تخيّب ظنّ رجل مثلك وضعك في مرتبة رفيعة، وأن لا تفضح أمام زوجته كذبة بمثل هذه البساطة. أمّا وأنّك قد اعترفت من أوّل وهلة بأنّك مجرّد حلاّق بائس، فاعلم بأنّني سحبت منك ملفّي نهائيّا.
أقفل الخطّ في وجهي، حال ما أتمّ كلامه المسموم. فلم يترك لي أيّ مجالا للرّدّ. كان بودّي على الأقلّ أن أفسّر موقفي لهذا الحيوان فرحان الهاني، وأن أقول له إنّه كان ينبغي عليه على الأقلّ أن يعدّني مسبقا حتّى أستطيع مجاراته في كذبته.
أخذ منّي الغضب فكاد يعوقني عن التزام الأدب في دعوة من كان ينتظر دوره من الزّبائن إلى مغادرة القاعة. أكملت حلق ذقن الزّبون الذي كان بين يديّ وأنا أسأل الله القوّة على مسك أعصابي حتّى لا أشوّه له وجهه. ثمّ أغلقت القاعة عليّ وأطفأت الأنوار ومكثت هناك في الظّلمة أسترجع أنفاسي.

حاولت طلب ذلك الرّقم المشؤوم لأقول لفرحان الهاني أو لزوجته أيّ كلام يعيد إليّ اعتباري. ولكنّ هذا الأحمق كان قد أطفأ الجوّال نهائيّا. لم أدر كيف انقلب انشراحي طيلة اليوم إلى كآبة وحزن، ولا كيف تحوّل رضائي عن نفسي إلى تأنيب ضمير صاحبني الليل كلّه. فقد قضّيت ليلتي كاملة بين الأرق والكوابيس. كنت أدير ظهري إلى زوجتي ملازما مطلق الصّمت وممتنعا عن كلّ ردّ على أسئلتها. وكنت أتسلّل من فراشي بين الفينة والأخرى لأنـحشر في المرحاض فأعيد المحاولة مئات المرّات، أطلب رقم زوجة فرحان الهاني ولا أحصل على فرصة واحدة أعبّر فيها عن خيبة أملي فيها وفي زوجها.
لو توقّف الأمر عند الإهانة التّي لحقتني لربّما كان الأمر أقلّ خطورة. ولكن كانت عندي حاجة أكيدة إلى التعبير عن موقفي ممّا جرى. وإنّي لأشعر من ذلك حتّى الآن بغصّة تستوطن أحشائي ولا تكفّ عن الانتفاخ مهدّدة بالانفجار بين لحظة وأخرى. ماذا عساني أقول لزوجتي لو طال عليها الوقت ولم يدعنا أحد إلى زيارة بيت فرحان الهاني ؟


ولكنّ أشدّ ما يحزّ في نفسي فعلا هو أن يُقرّر صديق لي سحب ملفّه منّي نهائيّا، دون أن أحصل منه على أيّ شرح لأسباب هذا القرار. والأخطر من هذا كلّه والأكثر إيلاما، أنّني قضّيت الليل كلّه أبحث في ذاكرتي، فما عثرت لي فيها على أيّ صديق أو جار أو رفيق دراسة أو حتّى عابر سبيل قابلته يوما وكان اسمه فرحان الهاني.

الهكواتي - تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني