بوصلة سيدي النّا... 13 أجنحة لفراشة تلتهب

سنتي على جناح السّرد 43 من 53 // بوصلة سيدي النّا... 13 من 23– 26 ديسمبر 2008 المسلك الثاني : صوّان فوق الكثبان الوجهة الخامسة 1 : أجنحة لفراشة تلتهب "علاقة هذا بالواقع محض خيال"- الهكواتي ما الموت وما القيامة ؟ ما الموت إن لم يكن تحوّلا من حال إلى حال ؟ وما القيامة إن لم تكن نسيانا وولادة جديدة ؟ وإذًا ؟ إذًا، فقد مات ياسين. مات ياسين بالأغنج. مات بوصفه صديقي. وهذا الذي بقي - إن كان هناك من بقي - هو الطّرهوني، بشر لا أعرفه ولا يمتّ إليّ بصلة. بشر لا أعرفه ولست له مدينا بأيّ شيء. نعم، نعم، أنا لا أعرفه فعلا. فليس هو من أنقذ حياتي. ولا هو من رعاني أوان تلك الحمّى التي ما كانت لتنتهي. بل إنّ ما أنقذني هو ما تبقّى فيه من رواسب ياسين. وتلك رواسب منّي أنا، وأنا منها. والآن وقد مات ياسين فلا يقع عبؤها إلاّ عليّ وليس على أحد غيري. فهي لي، لي وحدي. إن أفلحت فمنها فلاحي، وإن أخفقت فلا ذنب لها في إخفاقي. ومادمت تائها فهي تائهة معي حتّى أجد طريقي وأوصل بوصلة سيدي النّا... إلى مقصدها الموعود. مات ياسين بالأغنج، ملاك الرّحمة، منقذي من الهلاك. والذي بقي - إن كان هناك من بقي – فهو الشّيطا...