غدا، يستيقظ الياسمين

غدا، يستيقظ الياسمين

إلى أصدقائي وقرّائي الأفاضل أهدي أولى قصائدي في سنة 2017
مع محبّتي الخالصة
وتمنّياتي بسنة ملؤها الوعي والتّبصّر
محبّكم
الهكواتي


غَدًا يَخْلَعُ الشَّعْبُ أَوْهَامَهُ
وَلِلْوَعْيِ يَفْتَحُ أَفْهَامَهُ

فَيُدْرِكُ مَا حِيكَ فِي الحَالِكَاتِ
وَيَكْشِفُ لِلشَّمْسِ ظُلَّامَهُ
*****
غَدًا، وَغَدٌ سَيَجِيءُ قَرِيبًا،
سَيَعْرِفُ شَعْبِيَ مَنْ ضَامَهُ

وَيَعْرِفُ أَسْبَابَ كُلِّ المَآسِي:
عَبِيدَ الكَرَاسِي، وَمَنْ سَامَهُ

لَهِيبَ التَّنَاحُرِ بَعْدَ التَّآخِي
وَمَنْ دَاسَ بِالحِقْدِ أَعْلَامَهُ

لِيُعْلِيَ رَايَاتِ وَهْمٍ دَفِينٍ
كَذُوبٍ يُدَلِّسُ إِسْلَامَهُ

فَيَجْعَلَ مِنْهُ عَصًا لِقَطِيعٍ
مُطِيعٍ، يُرَوِّعُ أَغْنَامَهُ

وَيَرْفَعَ فِي القَوْمِ مَنْ صَارَ فِيهِمْ
مُهَوِّلَ عَيْبٍ وَضَخَّامَهُ

وَمَنْ صَارَ عَيْنًا عَلَى كُلِّ بَغْلٍ
أَلِيفٍ يُقَدِّسُ شَكَّامَهُ

وَيَلْبَسُ أَزْيَاءَ تُبْدِي انْتِمَاءً
إِلَى مَنْ يُوَرِّدُ هِنْدَامَهُ

وَمَنْ صَارَ يَأْمُرُ فِيهِمْ وَيَنْهَى
وَفِي الحَيِّ يُصْبِحُ شَهَّامَهُ (*)

فَيَعْلَمُ مَنْ فَاتَهُ الفَجْرُ يَوْمًا
وَمَنْ رَقَدَ اللَّيْلَ أَوْ قَامَهُ

وَمَنْ كَانَ يَوْمًا مُصَابًا بِحُمَّى
أَأَفْطَرَ يَوْمَهُ أَمْ صَامَهُ ؟

وَيُحْصِي عَلَى الغُفْلِ وَقْعَ خُطَاهُ
وَيَمْضِي يُعَدِّدُ آثَامَهُ

لِيَعْلُو بِمِقْدَارِ شِبْرٍ عَلَيْهِ
وَيُحْكِمَ فِي الصَّفِّ إِقْحَامَهُ

فَيَسْقِيهِ فِكْرًا مُرِيبَ المَرَامِي
نَقِيضَ التَّطَوُّرِ هَدَّامَهُ

لِيَخْدِمَ تُجَّارَ دِينٍ وَيُعْلِي
لِكُرْسِي القِيَادَةِ أَقْزَامَهُ

*****

غَدًا، وَغَدٌ لَنْ يُسَامِحَ رَهْطًا
لِأَرْضِيَ أَضْمَرَ إِجْرَامَهُ

سَيَطْلَعُ فَجْرُ الشِفَاءِ عَلَيْنَا
وَيَجْتَثُّ شَعْبِيَ أَوْرَامَهُ

وَيَفْهَمُ أَلَّا بَدِيلَ لِعَقْلٍ
سَلِيمٍ يُحَطِّمُ أَصْنَامَهُ

وَأَنَّ الكَرَامَةَ فِكْرٌ طَلِيقٌ
وَأَنَّا عَلَيْنَا لَإِكْرَامَهُ

لِتُنْجِبَ تُونِسُ شَعْبًا حَكِيمًا
يُثَبِّتُ فِي الأَرْضِ أَقْدَامَهُ

يُعِيدُ البِنَاءَ بِعَزْمٍ وَيَمْضِي
يُطَبِّبُ فِي الدَّارِ أَسْقَامَهُ

وَيَخْتَارُ مِنْ كُلِّ كُفْءٍ نَقِيٍّ،
لِعِبْءِ الزَّعَامَةِ، خُدَّامَهُ

عَلَى مَا بِهِ سَيُحَقِّقُ نَصْرًا
وَلِلنَّصْرِ يَرْفَعُ أَعْلَامَهُ

وَيَفْتَحُ فِي الأُفْقِ بَابًا لِعَهْدٍ
يُنِيرُ المَسَالِكَ قُدَّامَهُ

*****

غَدًا سَوْفَ يَسْتَيْقِظُ اليَاسَمِينُ
وَيَفْتَحُ بِالعِطْرِ أَكْمَامَهُ

وَيُقْلِعُ مَرْكَبُ تُونِسَ حُرًّا

وَلَنْ يَخْذِلَ البَحْرُ عَوَّامَهُ

الهكواتي
الغزالة 3/1/2017
****

(*)شَهَمَ الفَرَسَ يَشْهُمُه ُشَهْمًا زجره وأذعره (لسان العرب)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني