سكر الكتاب


 الهكواتي في ضيافة نادي سكر الكتاب
بالمدرسة العليا للتجارة بتونس

سعدت يوم أمس السبت 29 أكتوبر 2016 بلقاء مع طلبة المدرة العليا للتجارة بتونس الذين نظموا في إطار ناديهم (LIVRE’sse) الذي يمكن أن أسميه بالعربية "سكر الكتاب"، احتفاء بمجموعتي الرّوائية "دستور الباذنجان وروايات أخرى". 

فكان عملهم على قدر كبير من الجدّية. إذ أعدّوا بحثا صاغوه في شكل ديابوراما تعتمد عددا من صوري المنشورة على الانترنت وعددا من النصوص التي كتبت عنّي، بحيث كان تقديم "الضيف" شاملا وغنيا بالمعلومات على خفته وقصره. كما تم تقديم مداخلات أربع هي عبارة عن مقالات نقدية قصيرة كلّ واحد منها يهتمّ بواحدة من الروايات الأربع التي يتضمنها الكتاب. 

ثمّ دار حوار ثريّ بينهم وبيني تعلق جانب منه بهذه الروايات من حيث الهاجس التجريبي والتنويع الشكلي من ناحية ومن حيث المضمون والقضايا المطروحة من ناحية ثانية. أما الجانب الثاني فتم خلاله استعراض مجموعة كتبي المنشورة مع التركيز على تجربة سنتي في الهيك حيث اختار الطلبة أثناء الحوار هيكات قرؤوها على مسامعنا وتوليت أثناء قراءتهم هذه المختارات إبراز خصائص هذا النوع من الشعر من حيث شكل بنائه وطريقة قراءته. 

وقد سرّني منهم ما أبدوه من اهتمام بهذه التجربة وسؤال عن امكانية تخصيص دورة من دورات "ورشة الهكواتي" أتولى خلالها تأطير بعضهم في مجال الكتابة الأدبية عموما ولم لا تعلم كتابة هذا النوع من الشعر الذي كانت أستاذتهم المشرفة على النّادي الدكتورة سعاد الشوك قد حدثتهم عنه وأوحت لهم بإمكانية كتابته.

كما تولّى عدد من طلبة نادي الإذاعة بهذه المؤسسة الجامعية في ختام التظاهرة إجراء حوار معي سيبث في إذاعتهم الداخلية ويتم نشره كذلك على الإنترنت.

وللتعبير عن سعادتي بهذا اللقاء كتبت هذه القصيدة التي بدأتها ولمّا أبارح مدينة منوبة وأنهيتها بإحدى مقاهي باردو، وأرسلتها بعد أقل من ساعتين من اختتام اللقاء إلى أستاذتهم. 

بذرة حلم (*)

لَقَدْ طَابَ يَوْمِي بِلُقْيَا شَبَابٍ
إِلَى العِلْمِ يَسْعَى بِدُونِ كَلَلْ
بِمَدْرَسَةٍ لِلتِّجَارَةِ عُلْيَا
عَلَى المَشْهَدِ الأَدَبِيِّ تُطِلّْ
فَتَفْتَحُ نَادٍ لِأَجْلِ الكِتَابِ
بِهْ الإِحْتِفَاءُ وَفِيهِ المُثُلْ
أَقَامُوا لِكُتَّابِ شِعْرٍ وَنَثْرٍ
مَجَالِسَ أُنْسٍ وَطِيبِ جَدَلْ
فَكَانَ كِتَابِي مَحَلَّ احْتِفَاءٍ
وَنَقْدٍ عَمِيقٍ بِغَيْرِ عَجَلْ
وَكَانَ لِقَاءً ثَرِيًّا خَفِيفًا
جَمِيلَ المَقَالَاتِ دُونَ ثِقَلْ
وَكَانَ التَّوَاصُلُ بَذْرَةَ حُلْمٍ
لَذِيذٍ شَهِيٍّ كَشَهْدِ العَسَلْ
سَأَنْتَظِرُ الزَّرْعَ يَنْبُتُ يَوْمًا
فَلِي فِي شَبَابِ بِلَادِي أَمَلْ
وشكرًا لِـمعـهد علمٍ جلـيل ٍ
فما فعلوا فيه كان الأجَـــلّْ (**)

الهكواتي
منوبة باردو 29/10/2012
-----
(*) كتب هذا القصيد في يوم كنت أعتزم فيه أن أستريح من تحدّي الكتابة وأكتفي بنشاط واحد هو اللقاء الذي دعاني إليه طلبة المدرسة العليا للتجارة بتونس. ولكن تذكّرت أنّ بداية ما أنا فيه من مسار إنشائيّ جديد، كانت قصيدة من العميد نور الدين صمّود تتحدّث عن لقاء أدبيّ. فسارعت بالنسج على منوال تلك القصيدة مضمونا، متذكّرا أنّ الشعر يصلح وسيلة للعب البريء أيضا، ومستوحيا ما كتبت ممّا وجدته من تفاعل أنيق من قبل الطلبة أثناء هذه الأصبوحة الأدبية الرّائقة.

(**) هذا البيت ليس من إنشائي. فقد أرسلت قصيدتي حال كتابتها إلى أستاذنا وعميدنا الشاعر الكبير نور الدّين صمّود. فرد عليها صباح اليوم بقصيدة معارضة في سياق مخبريّ ليس لي أن أكشفه في الوقت الحاضر. ولكنني أخذت منها هذا البيت الذي أرى لزاما عليّ أن أبلّغه للساهرين على هذه المؤسّسة الجامعية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني