زفرات من جزيرة الأحلام

 هذا القصيد الجديد شيء ممّا يشغلني هذه الأيّام، وأواصل الإشتغال عليه في صمت منذ فترة. ها أنا أكشف عنه استثناء، بمناسبة صورة صنعتها ونشرتها على الفايسبوك في مثل هذا اليوم (21 أكتوبر) من سنة 2012، ووجدت هذا الموقع يذكّرني بها فجر اليوم.
ليس لي ما أضيف سوى هذا السّؤال: هل من سامع؟





زفرات من جزيرة الأحلام

الإهداء : إلى عميدنا الشاعر الكبير نور الدّين صمّود، وإلى أستاذنا الموسيقار الكبير محمد القرفي.

حِدْنَا عَنِ الدَّرْبِ وَمَازِلْنَا * نَثْغُو وَنَرْغُو : ”إِنَّنَا ثُرْنَا”
اِنْهَارَتِ الأَحْلَامُ يَا تَعْسَنَا * هَلْ تَاهَ شَعْبٌ مِثْلَمَا تُهْنَا ؟
دَحْرَجَنَا التَّيَّارُ مِنْ شَاهِقٍ * فِي صَفْصَفِ القِيعَانِ أُنْزِلْنَا
وَا مَوْطِنِي، مَا ذَا الخَرَابُ الذِي، * مِنْ جَهْلِنَا، أَضْحَى لَنَا سُكْنَى؟
فِينَا تَعَلَّى المُفْسِدُونَ، لَهُمْ، *  فِي دَوْلَةِ البُهْتَانِ، أَذْعَنَّا ؟
فَاحْلَوْلَكَتْ آفَاقُنَا، مَا بِنَا * سِرْنَا إِلَى الفَوْضَى وَمَا أُبْنَا ؟
يَا مَنْطِقَ الثِّيرَانِ هَلْ بِالثُّغَاءِ الأَهْوَجِ المَجْنُونِ قَدْ بِتْنَا
أَصْحَابَ فِكْرٍ ثَائِرٍ، نَيِّرٍ، * حُرٍّ، بِهِ مُسْتَقْبَلٌ يُبْنَى ؟
كَمْ وَعَدَتْ بِاليَاسَمِينِ الرُّؤَى * زَهْرًا بَنَتْ مِنْ عِطْرِهِ المَعْنَى
وَاسْتَشْرَفَتْ خِصْبَ الرَّبِيعِ عُقُولٌ آمَنَتْ بِالفِكْرِ إِذْ يَسْنَى
لَكِنْ عَلَا صَوْتُ الظَّلَامِ عَلَى * صَوْتِ الأَغَانِي، سَامَهَا غُبْنَا
وَاسْتُبْعِدَ العُقَّالُ مِنْ سَاحَةٍ * لَمْ تُبْقِ لِلَعَقْلِ بِهَا رُكْنَا
وَانْقَادَتِ الغَوْغَاءُ لِلسَّيْرِ فِي * نَهْجٍ عَلَيْهِ الدَّهِرُ قَدْ أَخْنَى
تُجَّارُ دِينٍ مِنْ سَرَابٍ بَنَوْا * حِلْفًا مَعَ اللَّا وَعْيِ أَوْ أَدْنَى
سَيْلٌ مِنَ الأَوْهَامِ أَلْقَى بِنَا * فِي قَاعِ وَادٍ آسِنٍ أَسْنَا
فَاسْتَيْقَظَ العُشَّاقُ مِنْ حُلْمِهِمْ * وَالعَصْفُ رِيحٌ مُنْتِنٌ نَتْنَا
حَتَّى الَّذِينَ اسْتَنْشَقُوا طِيبَنَا * وَاسْتَأْنَسُوا فِي أَرْضِنَا أَمْنَا
قَدْ أَبْعَدَتْهُمْ رِيحُنَا فَانْجَلَوْا * يَأْسًا، وَمَا رَاعَوْا لَنَا وَزْنَا
يَا تُونِسَ العُشَّاقِ هَلْ آنَ لِلَعُشَّاقِ أَنْ يَسْتَصْلِحُوا الشَّأْنَا
مِنْ بَعْدِ أَنْ أَوْدَى الخُمَارُ بِنَا  * هَلْ آنَ لِلْأَطْمَاعِ أَنْ تَفْنَى ؟
هَلْ آنَ لِلْكَسْلَانِ أَنْ يَنْبَرِي * لِلْكَدْحِ ؟ هَلْ عَنْ نَوْمِنَا تُبْنَا ؟
هَلْ آنَ لْلَأَحْقَادِ أَنْ تَخْتَفِي ؟ * هَلْ آنَ لِلْعِمْرَانِ أَنْ يُبْنَى ؟
كَيْ تُشْرِقَ الشَّمْسُ بِأَحْلَامِنَا * أَزْهَارَ فُلٍّ فِي المَسَا تُجْنَى
لِي مَوْعِدٌ وَاليَاسَمِينَ هُنَا * عِنْدَ انْتِصَارِ العَقْلِ وَالمَعْنَى
كَيْ نَشْرَبَ الأَلْحَانَ فِي نَخْبِ مَنْ *  غَنَّى مَعِي أَنْغَامَ مَنْ غَنَّى:
"جَزِيرَةَ الأَحْلَامِ كَمْ أَسْعَدَتْ * أَهْلَ الهَوَى وَامْتَلَأَتْ فَنَّا"(*)

الهكواتي
الغزالة 19/10/2016

-------
(*) بيت مختار من قصيدة "جزيرة الأحلام" للشاعر نور الدّين صمّود لحنها الموسيقار محمد القرفي في سبعينات القرن العشرين وتغنى بها عدد من منشدي فرقة مدينة تونس للموسيقى العربية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني