ديواني الجديد : أجراس القارعة

   آخر إصدارات الهكواتي:

أجــــــراس القارعـــة

 

     عن دار الجسر الصّغير وفي سلسلة "ضياء الكلمات" هذا ديواني الجديد "أجراس القارعة" حيث تمتزج آخر قصائدي المكتوبة منذ بضع أسابيع مع قصائد لها رائحة الشباب المبكّر وحينين الانبهار برواد التجديد وبناة تبّار الطليعة ومبتكري قصيدة الرفض والشعر في غير العمودي والحر. 
     
     فاتحة الكتاب "قبل الغناء" تعيد الفضل إلى أصحابه وتعطي الصّديق محمد مصمولي ما يستحق من عرفان بجميل كتابه "رافض والعشق معي" على اليافع الذي كنت أحبو الكلمات حين كان هو نجما من نجوم الطليعة يغذّيها بحماسه ويحلّق خارج سربها طلائعيا على طريقته. 



 من قصيدة "القارعة"


مِنْ أَيْنَ أَسْلُكُ إِلَى حُلْمِنَا مِنْ جَدِيدٍ
وَكُلُّ الرِّيَاحِ اللَّوَاقِحِ
تَحْبِسُهَا لَهْفَةُ المُدْمِنِينَ عَلَى القَرْصَنَة،
وَمِنْ كُلِّ صَوْبٍ تَهُبُّ الكَوَابِيسُ
تَنْفُثُ هَذَا الهَدِيرَ وَذَاكَ الصَّفِيرَ
لِتَفْجِيرِ أَعْمِدَةٍ
شَادَهَا الحَالِمُونَ بِزَهْرِ الرَّبِيعْ ؟
مِنْ أَيْنَ أَسْلُكُ إِلَى حُلْمِنَا،
وَقَدْ أَوْهَمَتْنَا الدُّرُوبُ بِأَنَّا إِلَيْهِ وَصَلْنَا ؟
وَكَيْفَ السّبِيلُ إِلَى قَصْدِنَا المَشْتَرَكْ
وَلاَ صَدْرَ فِيهِ مَسَاحَةَ وِدٍّ لِقَلْبٍ شَقِيقْ؟
طَوِيلٌ طَرِيقُ الرَّبِيعِ إِلَى حُلْمِنَا يَا حَبِيبِي
عَسِيرٌ بِنَاءُ الطَّرِيقْ
دُرُوبُ المَحَبَّةِ مُوحِشَةٌ حِينَ تَمْشِي وَحِيدًا
وَمُوحِشَةٌ وِحْدَةُ الصَّادِقِينْ
لَنَا اللهُ يَا وَلَدِي،
لَنَا اللهُ رَبًّا وَحِيدًا
تُؤَدِّي إِلَيْهِ المَسَالِكُ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقْ
لَنَا اللهُ رَبًّا وَحِيدًا
عَلَى كُلِ خَلْقِهِ يَنْثُرُ بِالعَدْلِ رِضْوَانَهُ
لاَ يَضِيقُ بِلَوْنٍ،
وَلاَ يَصْطَفِي  أَيَّ شَكْلٍ لِرَحْمَتِهِ دُونَ شَكْلٍ
وَلاَ مَيْزَ عِنْدَهُ بَيْنَ النُّفُوسْ
إِلَى الأُفْقِ يَا وَلَدِي
إِلَى الأُفْقِ وِجْهَتُنَا الثَّابِتَة
وَفِي الأُفْقِ مَوْعِدُنَا يَا حَبِيبِي
وَحَتْمًا سَيَطْلَعُ قَوْسُ قُزَحْ
فَيَا وَلَدِي،
عَابِرٌ كُلُّ هَذَا الخُمَارِ
فَلاَ تَدَعِ القَلْبَ يَبْتَئِسُ
وَعَابِرَةٌ سُحُبُ الحِقْدِ تُنْذِرُنَا بِالدَّمَارِ
فَلاَ تَتْرُكِ الحُلْمَ يَنْتَكِسُ
فَكَمْ مِنْ قُلُوبٍ تَزَلْزَلَ زِلْزَالُهَا
ثُمَّ عَادَتْ إِلَى النَّبْضِ
تَنْضَحُ حُبًّا وَتَكْدَحُ بَاسِمَةً لِلْحَيَاة
فَلاَ تَسْتَكِنْ لِلتَّرَدُّدِ
قُمْ، جَدِّدِ السَّيْرَ نَحْوَ الأُفُقْ
وَثَبِّتْ لِحُلْمِكَ أَرْكَانَهُ
تَجِدْ فَلَقًا مِلْءَ فَجْرِ الحَيَاةِ
شُعَاعُهُ يَغْمُرُ كُلَّ الدُّرُوبْ
وَيَغْزُو البَصَائِرَ يَجْتَثُّ مِنْهَا العَمَى
وَيُطَهِّرُهَا مِنْ ظَلاَمِ اللَّيَالِي
وَأَوْهَامِ عَوْدِ القُرُونِ الخَوَالِي
فَيَا وَلَدِي لاَ تَرَدَّدْ
وَخُذْ بِيَدِي لاَ تَخَفْ مِنْ تَعَبْ
وَيَا وَلَدِي مُدَّ لِي رِيشَةً
مِنْ جَنَاحِ خَيَالِكَ
حَتَّى أُحَلِّقَ فَوْقَ رَبِيعِكَ أَنْتَ مَعَكْ
وَحَتَّى أَرَى مَا تَرَى لِمَصِيرِكَ أَنْتَ
وَأَزْرَعَ فِي تُرْبَةِ الوَاثِقِ مِنْ غَدِكَ
مَشَاتِلَ بَوَّابَةٍ حَجْمُهَا الكَوْنُ
تَهْزَأُ بِالوَهْمِ إِذْ يَمْتَطِيهِمْ
                  وَتَفْتَحُ كُلَّ المَعَابِرِ لَكْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني