دمعة الفراشة

سنتي على جناح السّرد – النّص 04 من 53 – 29 فيفري 2008 دمعة الفراشة لست أدري إن كانت لطخة الضّوء الأصفر على جدار حديقتك تفاجئني، في هذه اللحظة، بنفس القوّة التي فاجأتني بها من أشهر خلت. ولكنّها تسمّرني في مكاني، تماما كما سمّرتني، من أشهر خلت. حالما أفرجت ما بين ستائري لألقي، قبل أن آوي إلى فراشي، نظرتي اليومية الأخيرة على شبّاك غرفة نومك، فهمت أن البركان الذي كان على وشك أن يهدأ، ثار من جديد. فهذه لطخة ضوء أصفر، نفس لطخة الضّوء على نفس الجدار. هي هناك، مرّة أخرى، لتنبهني، إلى أنّك، لئن أطفأت نور سهّارتك، فإنّك لم تخلدي إلى النّوم ككلّ ليلة، منذ أشهر خلت. أعرف أنّ الوحدة قاتلة لمن ذاق بعدُ طعم طّيّب الرّفقة، مثلما ذقتِ وذقتُ. لذلك ما أغضبني خروجك ولا أثار فيّ غيرتي، بقدر ما أذاب قلبي شفقة عليك. تعلمين ألاّ أحد تسعده جرعة سعادة عذبة تروي عطشك، أكثر ممّا تسعدني، ولو كنت وحدي من يدفع ثمنها من مرارة الجفاف في قاع حلقي. ولكم أتمنّى في هذه السّاعة المتأخّرة، والعينان منّي تتوهان في لطخة الضوء الأصفر تلك، أنّك إنما هرعت، لشرب كأس جديدة أنقى وألذّ. وكم يملؤني الرّجاء في أن...