المنستير تحتضن مجددا أشغال النوارس

عودة الحماس لتلافي التأخير

بعد اللقاء المباشر الثاني الذي جمع عناصر "ورشة الروايات العشر" بالمركب الثقافي نيابوليس بنابل يوم الثلاثاء 25 مارس الفارط، وحضرته السيدة هادية المقدّم مديرة الآداب بوزارة الثقافة،

وبعد فترة من العمل التخطيطي الذي كان فيه التواصل مقتصرا على التراسل الالكتروني، والذي شهد بعض التعثر لأسباب جد مفهومة،


وبعد أن انشغل كلّ أعضاء الجمعية التونسية للفنون والآداب والتثاقف المغاربي المتوسطي بالعمل على إنجاح تظاهرة "شخصية الموسم الأدبي" 2013 / 2014 التي احتفت بأستاذ الأجيال توفيق بكّار، وساهم، كل من موقعه، في تحويل حلم إصدار العدد الأول من مجلة "معابر" الورقية إلى حقيقة شدّت انتباه الحاضرين في أمسية الاحتفاء بالأستاذ، يوم الخامس والعشرين من ماي المنصرم في دار الثقافة ابن رشيق، ونالت اعجابهم،


كان لا بد لفرسان المعابر المنتمين إلى الورشة من نسيان التعب والعودة بأسرع ما يمكن إلى تركيز الجهود على رفع تحدي الكتابة الرّوائية، يجمعهم ذات المكان الذي احتضن انطلاق أشغال ورشتهم في الثامن من فيفري الماضي.

وهكذا كان المركب الثقافي بالمنستير على موعد مع اجتماع شملهم من جديد وتفرغهم لمشاريعهم الإنشائية في جلسات عمل ماراطونية ثلاث، دامت هذه المرة يومين كاملين: السبت 7 والأحد 8 جوان.


في هده الدورة الثالثة من أشغال الورشة، كان لا بد من رفع شعار "تلافي التأخير" الذي كان من الطبيعي أن يطرأ على برامج تنفيذ الأشغال. فجل الأعضاء من أساتذة التعليم الثانوي، والكل يعلم مدى عسر الجمع بين الإنشاء الأدبي وواجبات المدرّس في فترة الامتحانات بالخصوص. بل كان من طبيعة الأشياء أيضا، نظرا لظروف موضوعية وأخرى خاصة ببعض عناصر المجموعةـ أن يتقلص عدد أعضاء الورشة الملتزمين برفع التحدي فيتراجع من 10 إلى 8 عناصر، تماما كما كان حماس البدايات عاملا أساسيا في رفع عدد الملتزمين من 5 إلى 10.

كان من الضروري تخصيص جلسة لترتيب بعض الأمور المتعلقة بالجمعية وبرامجها القادمة في علاقة وثيقة مع صدور العدد الأول من مجلة "معابر" من ناحية ومع مشروع التظاهرة الكبرى التي انطلق الإعداد لتصورها وترتيب وسائل بعثها على قواعد ثابتة بالتعاون مع أطراف أعجبت بالفكرة وبدأت تتحمّس للشّراكة في تجسيدها.

ولا نزيد الآن عن القول بأن لهذه التظاهرة علاقة بتتويج أعمال ورشة الهكواتي من ناحية المضمون، وبتوفير أداة ثقافية جديدة وفعّالة لمدينة المنستير تزيد في إشعاعها ثقافيّا لا على الصّعيد الوطني وحده، بل وعلى الصعيدين المغاربي والمتوسطي أيضا.

أمّا الجلستان الإنشائيتان اللتان استغرقتا من الوقت أكثره، فقد خصصت أولاهما للمسائل النظرية والتقنية المتعلقة بمرحلة تخطيط الإنشاء. فكان الاشتغال على بناء الشخصيات واثراء المتن الحكائي والتخطيط لتنزيل الأحداث في الزمان والمكان بشكل يضمن منطقها الداخلي وخلفيتها التاريخية متى كان ذلك ضروريّا.

بينما استغلت الثانية في القيام بعمل تطبيقي لا يمت لمشاريع الرّوايات المعتمدة في الورشة إلاّ بصلة تقنية. ولكن حماس أعضاء الورشة أفضى بهم إلى الالتزام بكتابة نصوص سردية إضافة إلى رواياتهم، تكون قابلة للنشر فتشكّل محتوى كتاب أو عدد خاص من مجلة معابر يكون عنوانه "الحريق".

ويبقى السؤال في نهاية الأشغال : هل تمكنّا من تلافي كل التأخير الحاصل في البرنامج إلى حدّ الآن ؟


الأسبوعان الجاري والذي يليه كفيلان بتقديم الإجابة. ولكن أهم من تلافي التأخير ما شعر به كل النّوارس المنشئين من عودة الحماس إلى المستوى الذي كان عليه يوم انطلاق عمل الورشة، بل ربّما إلى درجة أرفع.

الهكواتي    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني