دار الجسر الصّغير : كتبنا ليست معنية بشتائم لجنة الرواية العربية لجوائز الكومار

بعد التصريح يوم السبت 20 أفريل الجاري بنتائج جوائز "كومار" الأدبية في دورتها السابعة عشرة (2013)، تسجل دار الجسر الصغير للنشر بكل احترام للجائزة ومؤسسيها ومحكميها، ولكن بكل أسفِ مَنْ طالته شتيمةٌ لا يستحقُّها، تلك الصّياغة التعميمية الجارحة التي وردت في ملاحظات لجنة تحكيم الرّواية العربية.
خاصة وأنّها شهّرت " بعدم وعي أصحاب الكتب المرشحة بجنس ما يكتبون وكذلك بالأخطاء اللغوية الفادحة التي امتلأت بها نصوص كان يمكن أن تستحق الجائزة". كما أنّها أضافت إلى هذا التشهير قرارها بحجب "الكومار الذهبي". وهو ما نراه يتنافى عمليّا وخدمة الهدفين الأساسيين المنشودين من وراء تنظيم "جائزة الكومار": الهدف الأدبي (خدمة الرّواية التونسية) والهدف الاتصالي (خدمة سمعة المؤسسة المنظمة).
 
وبناء عليه، تلفت دار الجسر الصّغير، بكل لطف، انتباه الصّديقات والأصدقاء، أحبّتنا وإخوتنا في الأدب، أعضاء هذه اللجنة الموقرة إلى ما يلي:
أولا: إنّ دار الجسر الصغير لا تعمل بهدف الحصول على الجوائز، ولا بهدف احتلال أي مرتبة في أي سلّم تفاضليّ. ولكنها تعتبر مشروعها الأدبيّ معنيّا بجوائز الكومار بوصفها كسبا للساحة الثقافية قاطبة لا للرواية التونسية وحدها.  كما تعتبر حصول أول كتبها "بوصلة سيدي النّا..." على إحدى هذه الجوائز في الدورة الفارطة، شرفا للدّار ولكاتب الرواية في نفس الوقت. ولن تدخر جهدا في المشاركة في قادم دوراتها من باب الاحتفاء بتظاهرة أدبية تستحق الاحتفاء.
ثانيا: ترى دار الجسر الصّغير من واجب الجميع المحافظة على هذا المكسب. والواجب محمول عليها كما على كلّ الكتّاب والناشرين الذين لا أحد ألزمهم بقبول ترشيح أعمالهم للمسابقة. كما هو محمول على أعضاء لجان التحكيم باعتبارهم نوّابا للمؤسسة الحاضنة مكلّفين بالاختيار بدلا منها بمطلق الحرية بناء على معارف يحسن التذكير بأنهم يشتركون فيها مع عدد كبير من المرشحين وغير المرشحين، وبالاعتماد على أذواقهم المتمايزة عن أذواق المرشحين وغير المرشحين. وحرية الاختيار المطلقة المعترف لهم بها، لا تعني سلطة عليا مطلقة، تعليمية أو تأديبية (بالمعنى العقابي) ما قد يغري البعض بعدم الانتباه أثناء ممارستها إلى ما يمكن أن يخلّ، ولو عن حسن نية، بقواعد تحقيق الأهداف الاتصالية للمؤسسة الحاضنة على النحو الأمثل، أو بمبادئ خدمة الرّواية التونسية (فمن ذا يشتري كتابا حكمت لجنة الكومار، وما أدراك ما هي، بأنه من ضمن الكتب المليئة بالأخطاء اللغوية؟).
 
رواية المائت للطفي الشابّي كتاب خال من الأخطاء من أي نوع كانت

ثالثا:  تنزه دار الجسر الصّغير كلّ أعضاء لجنة  التحكيم عن أي سوء نية كامن وراء صياغة ملاحظاتها المذكورة أعلاه أو وراء قرارها حجب الجائزة، وتعزي ذلك إلى هفوة ارتكبت عن غير قصد وفي لحظة عدم تركيز على الأهمّ. كما تنزه مؤسسة كومار عن أيّ تدخل في شؤون لجنتها. إذ لو كانت ترغب في ذلك لتمكنت من تجنّب وقوع مثل هذه الهفوات، خاصّة ولا ينقصها الوعي بكون هذه التظاهرة عملية اتصالية في المقام الأول، كما لا تنقص المكلفين بالاتصال في هذه المؤسسة الدراية بما يخدم صورتها وبما يمكن أن يخل بتحقيق بعض أهدافها الاتصالية.
رابعا:  تؤكد دار الجسر الصّغير أنّها من الدّور التي تشتغل على أساس مشروع أدبي في المقام الأول، وأنّ هدفها الأساسي ضمان سلامة نصوصها كافّة من أي نوع من الأخطاء. فهي تحرص ضمن ورشات قراءة ونقد متعددة الأعضاء رفيعة المستوى العلمي، على سلامة البناء الانشائيّ لكلّ نصّ في كنف احترام أسلوب كاتبه، وتعمل من ناحية ثانية على النهوض بجودة كتبها شكلا وإخراجا ونوعية ورق، بوصف الكتاب كائنا مادّيّا يمثّل في حدّ ذاته عملا فنّيا جديرا بأن يكون مبتكرا وأنيقا.
 
لطفي الشّابّي كاتب رواية المائت
خامسا : حيث رشحت دار الجسر الصّغير رواية "المائت" للكاتب الأستاذ لطفي الشّابّي للمشاركة في مسابقة هذه التظاهرة، فإنها تؤكّد سلامة هذه الرّواية من كلّ الأخطاء اللغوية سلامة تامّة، كما تؤكّد استجابتها الكاملة إلى قواعد الكتابة الرّوائية السليمة. وبناء عليه فهي إذ تهنّئ الفائزين وإن كان فوزهم مخدوشا، وإذ تقبل، بكل روح أدبيّة (رياضية)، ما رأته اللجنة من ترتيب تفاضلي، لا تعتبر هذا روايتها "المائت" معنيّة بملاحظات اللجنة التي لمست فيها شتيمة للكاتب والناشر لا يستحقّها الكتاب ولا الكاتب ولا دار الجسر الصّغير.
وخير ما نختم به أن سامح الله أصدقاءنا وأحبتنا أعضاء لجنة التحكيم، وعاشت الرّواية التونسية خير معبّر عن مجتمعنا وخير فاعل في ازدهار ثقافته. والسلام.

 
عن دار الجسر الصغير
               المدير الأدبي
الهكواتي – سالم اللبّان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني