افتتاحية المرحلة الجديدة

وأخيرا ورشة  الهكواتي المفتوحة


بعد تعهدي "الجسر الصّغير" موقعا شخصيّا على الإنترنت، وبعد خوضي تجربة "سنتي على جناح السرد"، ونشر كامل نصوصها في هذا الفضاء بالذات، وبعد نشري هنا بعض التفاعلات مع ما عاشته البلاد من ثورة فاجأت الجميع، ففاضت أقلام وجفت أقلام وسيطرت أجناس إنشائية وانطفأت أجناس أخرى أو اختفت إلى حين، يسرني اليوم أن أعيد هذا الفضاء إلى أصل الحلم/الهدف الذي أنشئ من أجله: ألا وهو أن يكون ورشة مفتوحة للتجارب الإنشائية ولتأطير الشباب الأدبي مع الرّنوّ إلى النّشر رقميّا وورقيّا.


إنها مرحلة جديدة من حياة ورشة الهكواتي تنبني على ركيزتين أساسيتين تجعلانها مرحلة واعدة :

الركيزة الأولى هي نشأة هذه الورشة انطلاقا من تجربة ذاتية في عديد الورشات الرّقمية. حيث مررت على الإنترنت بمراحل الاستفادة المعاينة، ثم المشاركة العادية، ثم المساهمة في التنشيط ثم المبادرة بالتجارب والعمل على تأطيرها...  إلى أن كانت مبادرتي بتجربة "سنتي في الهيك" التي أنتجت لي شخصيا مجاميع "فصولي الأربعة" الورقية، كما أنتجت لمجموعة من المشاركين فيها والمستفيدين منها مجموعة ورقيّة مشتركة في أوكرانيا (الهيك حوار تثاقفي) ولل بعض منهم مجاميع ورقية شخصية منها ما صدر في بلدان قصيّة ومنها حتّى ما صدر في تونس. ولا يهم إن كانت هذه المنشورات لا تشير إلى استفادتها من هذه المبادرة.

نفس هذه الركيزة تدعمها تجربتي تحويل هذا النشاط الورشوي من الإنترنت إلى الواقع بتنشيط بعض الورشات ضمن تظاهرات ثقافية أطّرتها المصالح المعنية بوزارة الثقافة أو ضمن حلقات خاصّة استفاد منها عدد من الأصدقاء وبعضها ما يزال متواصلا.

أمّا الركيزة الثانية فهي تحويل حلمي الخاصّ "الجسر الصّغير" من مجرد موقع ذاتي على الإنترنت إلى دار نشر تأسست في فيفري 2012 وبدأت بإنشاء سلسلة أدبيّة أولى (مرايا الكيان)صدرت ضمنها روايتي "بوصلة سيدي النّا..." التي كان الحظ حليفها ففازت بجائزة كومار للعمل الرّوائي الأول.


اليوم أفتح هذا الفضاء لوليد جديد: هو عبارة عن سلسلة أدبية ثانية تحدثها "دار الجسر الصّغير"، تحمل ببساطة عنوان "الورشة"، وتعمل على نشر ما تنتجه بعض الأقلام الشّابة التي يمكن أن تثق في شخصي المتواضع ومشاريعي الإنشائية ومختلف تجاربي السابقة ، والتي تؤمن بأن الكتابة الأدبية ليست فقط موهبة وإنما هي عمل دؤوب وبحث لا ينقطع وبعض علم وأسرار صنعة يمكن نقلها من سابق إلى لاحق اختصارا لمسافة التكوين الذّاتي. فتترجم إيمانها بالسعي إلى الاستفادة من تجاربي وتجارب غيري من الأصدقاء ضمن ورشات قارّة تقيمها الدّار بهدف إصدار مجاميع أدبية مشتركة في المراحل الأولى، ثمّ فردية عند نضج المتربّصين.

لسائل أن يسأل ألم يكن ممكنا أن نفتح مدوّنة خاصّة لهذا المشروع الجديد ؟ والجواب هو أن ذلك ما كان مستبعدا. وإنّما التجارب تراكم ولا بناء يقوم على الفراغ. لذلك فسيسعدني أن يفهم زائرو هذا الفضاء أنّ ورشة الهكواتي متواصلة في ورشة الجسر الصّغير، كما يسعدني أن أبقي هنا حصيلة "سنتي على جناتح السرد كاملة" لتتجاور مع ما سيصدر من انتاج الأقلام الشابّة الملتحقة بالورشة ومع أخبارهم وتفاعلاتهم، ليتمكن كل من أراد ذلك من العودة إلى أواخر سنة 2007 للتّعرف على تواريخ نشر بعض النصوص.

.... وللحديث تواصل إن شاء الله، مع مودّتي الخالصة.

الهكواتي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني