المتـراخية

سنتي على جناح السّرد – النّص 28 من 53 – 29 أوت 2008 المتـراخية ليس خطئي أن كانت أمّي علّمتني أنّ المرأة ينبغي أن تعرف كيف تجعل الآخرين ينتظرونها. منذ أن كنت صبيّة تعوّدت على التّراخي قليلا، قليلا. إلى أن غدا البطء فيّ جبلّة. حتّى أمّي نفسها أضحت في النّهاية منزعجة ممّا علّمتني. فكلّ ما لا يستغرق في العادة أكثر من دقيقة واحدة، يأخذ منّي، بشكل طبيعيّ جدّا، ما يقرب من ربع السّاعة. خاصّة متى تعلّق الأمر باستعدادي للخروج. عندها ينبغي تخصيص ساعة كاملة، فقط للوقوف أمام المرآة. إنّ تكرار التّأخير لمزعج بالفعل. وخاصّة بالنّسبة إلى الرّجال الذين يعتقدون أنّني أتعمّده، لمجرّد أن أجعلهم ينتظرونني. إنّهم لعلى حقّ في ما يخطر على بالهم، ولكنّهم مخطئون. هم على حقّ لأنّني لا أصل أبدا إلاّ متأخّرة، حتّى متى وعدت بأن أكون في الموعد بالضبط. وهم مخطئون لأنّني أكره فعلا أن أصل متأخّرة. نعم، إنّها لمفارقة، خاصة وأنا لا أتفطّن إلى تأخيري إلاّ عند وصولي إلى مكان الموعد. هنالك فقط، أتأكّد، وأنا الواثقة من وصولي في الوقت تماما، من أنّني لم أصل في الوقت بالمرّة، ومن أنّ عليّ عندها دفع الثّمن. ولكنّني لا أتعمّد ذ...