معلمتي الجليلة،،، عذرا

سنتي على جناح السّرد – النّص 12 من 53 – 25 أفريل 2008 معلمتي الجليلة،،، عذرا سيّدتي، معلّمتي الجلية، لست أدري لماذا اضطربتُ بمجرد أن رأيتك ؟ لماذا فاجأتْني رؤيتُك أنت بالذات في ذلك المكان بالذّات ؟ لماذا بقيَتْ في ذهني، منذ أكثرَ من عشرين سنةً، صورةٌ عنكِ تحشرك في زمرة أعداء وسائل التّربية الحديثة، من يرفضون تلقّي أيِّ معرفة جديدة ؟ ولماذا تمنعُني هذه الصورة من مجرّد قَبول ظهورك في فضاء ثقافي كحدث منطقيّ ؟ معذرة، معلّمتي الجلية، فقد تكون هذه الصّورة راسبة في ذاكرتي إلى الآن، لأنني لم أكن أتوفّر في تلك الفترة على ما تهيّأ لي اليوم من وسائل الاشتغال عليها لمحوها نهائيّا كما محوت غيرها من الصّور الخاطئة، وللسّيطرة على مسبّباتها كما سيطرت على غيرها من الذّكريات الأليمة. ولكن لماذا وجدتُني أضطرب هكذا ؟ لماذا انتابني فجأة شعور بأنّني مازلت بعد طفلا في الثالثة عشرة، والحال أنني أقترب من الأربعين ؟ لماذا تهيّأ لي، وأنا الذي دخلت معترك الحياة من سنوات طويلة، أنّني مازلت بعدُ تلميذا في السنة الأولى من التعليم الثانوي ؟ ولماذا بدا لي الفضاء الذي جمعنا صباح أمس وكأنّه قسمُك بالمعهد وليس قاعةَ م...