ذبيح هوليود

الصّورة الحرام في جريمة اغتيال الأسير صدّام
مقدّمة :
بداية، أسعد الله عيدكم جميعا.
تمرّ اليوم الذّكرى الأولى لاغتيال الأسير صدّام حسين، الرئيس الشرعي للعراق المغتصب. وهي الذّكرى الأولى لانطلاق كتابة هذا القصيد تحت هول الفاجعة.
أنشره هنا بعد أن رفض على مدار السنة الماضية في شتّى المواقع والصحف والمجلات العربية المعلنة إيمانها بالديمقراطية. محمل ورقيّ واحد نشره. ولكن بعد أن عمل فيه مقصّ الرّقيب، دون علمي، عملا رهيبا بيد كنت أخالها يد أقرب حبيب.
يبدو أن اللعنة تطارد من النصوص أصدقها، ومن المنشئين أقلّهم طمعا في حظوة أو رضا من أيّ كان.
قراءة ممتعة ما أمكنت المتعة، وعذرا سلفا ممّن قد يجرحه "مرّ الكلام"، وتدبّر مفيد للجميع.

مَــاتَ الأُبَـاةُ،
نَكَالَـــةً،
وَالصِّـــيدُ.
وَتَشَاطَحَـتْ،
يَـوْمَ الحِـــدَادِ،
قُــرُودُ
وَتَمَنَّتِ النُّـطْـــفَاتُ،
فِـــي أَرْحَامِهَا،
لِلْقِـــرْدِ يَرْجِـــعُ أَصْلُــهَا،
فَتَعُـودُ.
لِيَـــزُولَ إِنْسَـانٌ،
بِعَــقْلٍ فَـاسِــقٍ،
وَالقَـــلْبُ مِنْـهُ مَعَــادِنٌ جُلْمُــودُ
***
قَتَلوُا القَتِـيلَ،
فَشَنَّعُــــوا وَتَلَـــذَّذُوا.
وَأَتَى عَلَــــى دِفْءِ الضَّمِــيرِ جَلِـيدُ.
وَعَــــلاَ عُــوَاءٌ لِلـذِّئَابِ،
تَشَــفِّيًا،
وَالــنَّابُ
يَسْقِــــيهِ الــدِّمَاءَ وَرِيدُ.
أُمُّ المَــهَازِلِ،
أَحْكَـمَتْ تَنْفِــــيذَهَا فـِــرَقُ الـدُّمَى،
وَرَئِيسُــهُنَّ بَعِــيدُ.
فَتَـــقَاسَمَ الأَدْوَارَ
ظِــلُّ مُهَـــرِّجٍ،
وَمُقَــنَّعٌ ذُو نِقْــمَةٍ،
وَجَحُـــــودُ.
صُـــوَرٌ مَدَى الشَّاشَاتِ
تَغْـمُرُ عِيـدَنَا
مَـوْتٌ
يُبَــثُّ مُبَاشَـــرًا
وَوَعِـــيدُ
هَـلْ بَاتَ ذَبْحُـكَ، يَا بْــنَ آدَمَ، فُــرْجَةً؟
لَمْ تَبْـــقَ لِلصُّــوَرِ الحَــرَامِ
حُـدُودُ.
قَتَلُــوا الأَسِــيرَ
وَأَشْهَــدُونَا قَتْــلَهُ
لِلْقَـــتْلِ عَمْـدًا
شَيْـــخُهُ،
وَمُــرِيدُ
نَصَـبَا المَشَانِـقَ.
وَالجَــرِيمَةُ نُفِّـــذَتْ.
وَالشَّــيْخُ بِالتِّلْمِــيذِ بَـاتَ يُشِـــيدُ
تَنْكِـــيلُ فُـــجَّارٍ
بِجُــثَّةِ فَاجِــرٍ
وَالـــثَّأْرُ
غَـذَّتْهُ القُلُــوبُ السُّــودُ
البَرْبَـــرِيَّةُ
ثَبَّـــتَتْ سُلْــــطَانَهَا
وَغَـدَا لِغِـــرْبَانِ الــرَّدَى
تَغْرِيــدُ
لَمْ يَبْـــقَ مِنْ كُــلِّ المَكَارِمِ مَبْـــدَأٌ إِلاَّ وَهَــذَا الخَـــلْقُ
عَــنْهُ يَحِــيدُ
أَنْـــجَالُ قَابِيــلٍ
تَعَاظَـمَ نَسْلُــهُمْ
وَالعَــدْلُ
مِيـــزَانٌ عَـلاَهُ صَــدِيدُ.
عَصْرٌ صَــدِيدٌ،
وَالصَّــدِيدُ أَتَـى عَلَـى الــرُّوحِ،
وَفِكْـــرٌ
دَبَّ فِـيهِ صَـدِيدُ.
***
يَا شَاعِــرًا
عَبَثَــتْ بِعَيْــنِهِ شَاشَــةٌ
وَالحَــرْفُ عَنْــهُ
تَمَنُّـــعٌ
وَصُـدُودُ.
هَا أَنْــتَ :
تَسْحَقُــكَ المَهَانَـةُ
مِثْلَــمَا سَحَــقَ العِـــرَاقَ
حَـوَارِقٌ وَحَدِيـدُ.
صَــدَّامُ مَاتَ
وَأَنْـتَ
جُـــرْحٌ نَازِفٌ
وَالفِكْرُ يَجْــمُدُ
وَالفُـــؤَادُ عَمِـــيدُ
فِي الحَلْـــقِ
طَعْـمُ مَـرَارَةٍ مِمَّا جَــرَى
وَالصَّـــدْرُ
ضَـاقَ
فَمَجَّــهُ التَّنْهِــيدُ
أَيُّ الكَــلاَمِ تَقُولُ ؟
تَمْـدَحُ مُجْـــرِمًا؟
أَمْ تَنْـصُرُ الغَــازِي
وَعَنْــهُ تَــذُودُ؟
أَمْ بِالسُّــكَاتِ يَلُوذُ شِعْــرُكَ
خَـوْفَ أَنْ يَقْضِــي بِجُــرْمِكَ
غَاضِـبٌ وَسَعِـيدُ؟
رُحْــمَاكَ رَبِّـي،
أَيُّ عَصْـرٍ مُقْــرِفٍ هَـــذَا؟
وَأَيُّ القَــوْلِ فِــيهِ
يُفِـيدُ؟
اللهُ أَكْــبَرُ
اللهُ أَكْــبَرُ مِنْ لَهِـــيبِ شِقَاقِـــكُمْ
يَدْعُـــوهُ أَحْمَــدُ
وَالمَسِيحُ
وَهُـــودُ
تَــبًّا
لمِـَـن ْتَخَـذَ المَــذَاهِبَ فُــرْقَةً
لِلَهِيـبِهَا
مِـــنْ غَاصِبِــيهِ
وَقُـــودُ
تَــبًّا
لِمَـنْ حَسِـبَ الدِّيَانَــةَ
جِيــنَةً هِيَ أَصْـــلُ خَلْــقِهِ
وَالإِخَاءُ مَـزِيـدُ
تَــبًّا
لِمَـنْ أَمِــنَ السِّيَاسَــةَ
مَسْلَـكًا
لِتَضَـخُّمِ الــذَّاتِ الحَقِــيرِ
تَقُـــودُ
فَأَذَلَّــنَا حَـــيًّا
وَمَيْـــتًا جَــرَّنَا جَــلاَّدُهُ
لِنَقُــولَ عَنْــهُ :
شَهِــيدُ
***
يَا أُمَّــةً
أَلِــفَ الإِهَــانَــةَ أَهْلُـهَا
يَقْــتَاتُ مِنْـــهَا
سَيِّـــدٌ
وَمَسُـودُ
صَـدَّامُ كَــلٌّ
مُجْـرِمُـونَ، جَمِــيعُــهُ
إِلاَّ جُــزَيْءٌ مِنـْـهُ
فَهْــوَ مَجِـــيدُ
وَاليَــوْمَ
مِنْ ذَاكَ الجُــزَيْءِ
فَخَــارُكُمْ
حَتَّى
وَإِنْ مـِـنْ كُلِّـــهِ التَّنْكِـــيدُ
ذَاكَ الجُــزَيْءُ
هُـوَ المَـعَانِي كُلُّـــهَا
وَهْوَ الرُّمُــوزُ
عَـرِيقُهَا وَوَلِـــــيدُ
لَمْ يُعْدِمُــوا ذَاكَ السَّفِــيهَ الجَمْـعَ،
مَنْ أَحْنَـى رُؤُوسَــكُمُ(و) لَهُمْ،
لِيَكِـــيدُوا
بَلْ جَنْدَلُــوا
ذَاكَ الجُــزَيْءَ الرَّمْــزَ
إِذْ غَذَّاهُ تَـــوْقٌ
لِلْبَـــقَا
وَصُـــمُودُ
قَتَــلَ الغُزَاةُ المَجْـــدَ مِنْهُ
وَقَصْــدُهُمْ وَصْمٌ
لِرَمْــزِ رُمُـوزِكُـمْ
وَوَعِــــيدُ
يَا أُمَّــةً
تَقْــتَاتُ حُــرْقَةَ حِيـــنِهَا
بَعْــدَ القَـضَا
لاَ لَــوْمَ مِنْهُ نَفـِــيدُ
إِنَّ الغُــزَاةَ
يُدَنِّسُـــونَ مَحَـــارِمَـا
دِيـسَ الأَسِيـرُ،
زَعِيمُــكُمْ،
وَالعِــيدُ
نَحَــرُوا كَرَامَتَــكُمْ
خَـرُوفَ ضَحِـيَّةٍ
وَبِيَـوْمِ حَجِّــُكُمُ
ازْدَرَى العِـرْبِـــيدُ
وَتَنَاقَـلَتْ كُلُّ التَّـلاَفِـــزِ
[1]
صُـورَةَ المَشْنُــوقِ،
عَوْرَتَــكُمْ،
تُـرِي
وَتُعِـيدُ
قَصَـدَتْ
إِهَانَـةَ دِينِـكُمْ
وَأُصُـولِــكُمْ
زُمَــرٌ تُدِيـرُ شُــؤُونَهَا
هُولْيُــــودُ
هُولْيُــودُ
خَطَّطَـتِ الجَــرِيمَةَ،
أَنْتَجَـتْ فِلْــمًا،
لتُرْعِبَـكُمْ بِـــهِ
وَتَــزِيــدُ
هُولْيُــودُ
مَشْهَدَتِ الــوَقَائِعَ
وانْتَــقَتْ لَقَـــطَاتِ مَـوْتٍ
صَاغَــهُنَّ حَقُـودُ
مَا أَشْبَــهَ اللَّقَـطَاتِ،
فِــي مَـدْلُولِـهَا،
بِشَـرِيطِ أَسْرٍ
وَالرَّئِيـــسُ طَــــرِيدُ
بِمَشَاهِــدِ ابْنَــيْهِ،
وَقَـــدْ ذَبَحَتْـهُمَا كَمِــرَا تُها
[2] وَالجُثَّـــتَانِ
هُمُــــودُ
بِمَرَاسِمِ التَّعْـــذِيبِ
فِــي سِجْـنِ الخَنَا بِأَبِــي غَرِيـبٍ
لِلِّــــوَاطِ جُنُــودُ
مَا أَشْبَـهَ /المَكْــيَاجَ/
وَ/المُنْـتَاجَ
[3]/
وَالبَـثَّ المُبَرْمَـجَ :
لَقْــطَةٌ ...
فَمَــــزِيدُ ...
ثُمَّ التَّنَــكُّرُ لِلشَّــرِيـــطِ،
كَأَنَّــمَا قَدْ صِيـغَ عَفْــوًا،
فَانْـبَرَى التَّنْــدِيـدُ،
وَتَقَـــرَّرَ التَّحْقِـــيقُ فِي تَسْـرِيبِــهِ،
لِتُــصَاغَ
أَخْـبَارٌ
لَهَا تَـــرْدِيــــدُ
وَلَـــهَا،
بُعَـيْدَ ذُيُوعِـــهَا،
ثَلاَّجَــةٌ يُرْمَى المَلَــفُّ بِهَا،
وَلاَ تَصْعِــــــيدُ
فَمَـتَاجِرُ الصُّــوَرِ الحَـرَامِ
نَشِيـــطَةٌ
وَلَهَا،
بِبَـــنْكِ المُدْمِنِيــــنَ،
رَصِــيدُ
لاَ حُـــرْمَةٌ بَقِيَـــتْ
وَلاَ قُـدْسِـيَّةٌ
وَالبَـــثُّ ؟
قُــوَّةُ عَسْكَـرٍ...
وَنُقُـــودُ.
لَمْ يَبْـقَ
غَــيْرُ بُكَاءِ مَنْ لَمْ يَسْتَطِـــعْ
فَالـــرّدُّ :
صـــوتٌ خَافِـــتٌ
وَوَئِيدُ
***
يَا أُمَّـــةً
مُحْــتَارَةً فِــي أَمْـــرِهَا
هَــذَا قَتِيـــلُكِ
فَاسِــقٌ
وَرَشِيــدُ
صَـــدَّامُ
لَمْ يَكُـــنِ المَــلاَكَ طَهَارَةً
فَذُنُــوبُهُ
قَطْــعًا
لَــهَا تَعْــدِيــدُ
وَفُجُــورُهُ
فَـــاقَ المَــفَاجِرَ كَلَّـهَا
وَجُنُـــونُ بَطْشِـــهِ
عَارِمٌ
وَشَـدِيـدُ
أَخْـطَاؤُهُ
نَــدَّتْ عَـنِ الحَــصْـرِ
وَمَا كَانَ العِـرَاقُ
يَـــنَالُ مِــنْهُ رُكُــودُ
لَوْلاَ
تَضَــخُّمُ وَهْـمِهِ الطَّامِـي
كَــمَا،
مِـنْ قَـــبْلُ،
عَـادٌ فَــرْعَنُـوا
وَثَمُـودُ
مِنْ بَعْـدِ مَا شَــادَ العِـــرَاقَ
مَـنَارَةً
يَخْشَــى شُمُوخَــهُ
طَامِــعٌ
وَحَسُـودُ
كَـبُرَ الغُــرُورُ بِهِ
فَــبَاتَ غَرِيـــمَهُ
إبْــنٌ،
وَأَهْـــلُ أَخٍ،
وَجَــارٌ طُــودُ،
وَحَلِــيفُ أَمْــسٍ ...
لَمْ يَـزَلْ بِهِ مَاكِــرًا،
حَتَّـى
تُصِيـــبَهُ بَهْتَــةٌ ...
فَيَصِــــيدُ.
فَإِذَا العِـــــرَاقُ
فَريسَـــيةٌ
لمُتَاجِـرٍ بِتُرَاثِ أَهْلِهِ،
يَنْهَـــبُ،
وَيَسُـــــودُ،
وَيُقَـــسِّمُ الأَرْضَ،
وَيَنْشُــرُ فِتْـــنَةً بَيْنَ الطَّــوَائِفِ، وَالشِّــقَاقَ
يُعِــــيدُ
***
يَا رُقْعَـةً
غَلَبَ الــوِئَامَ ...
شِــقَاقُـــهَا
قَتـْــلُ الأَمِيـــرِ بِهَا
لَـهُ تَجْــدِيدُ
شَنَــقَ الغُـزَاةُ الرَّمْــــزَ مِنْ صَدَّامِكُمْ
لَكِـنْ
لِعُـمْرِ عَمِيلِـــهِمْ
تَمْــــدِيدُ
جِيـنَاتُ جُــرْمِهِ
كُلُّهَا
احْتَفَظُـــوا بِهَا
ليُــقَـدَّ مِنْــهَا
تَابِـــعٌ وَعَبِــيدُ
فَالمجُـْرِمُـونَ
جَمِيعُـــهُمْ
ظَلُّـوا هُــنَا
وَالكُـــلُّ
صَــدَّامٌ
يَشِــي وَيَكِـيدُ
وَالكُــلُّ
صَـــدَّامٌ
يُدَجِّــنُ أَهْلَــهُ،
وَيُضِــيعُ ثَــرْوَةَ شَعْــبِهِ،
وَيُبِـــيدُ
يَتَهَافَتُـــونَ عَلَى الغُـــزَاةِ،
تَــوَدُّدًا،
وَبِهِــمْ
يَنَالُ مَـــرَامَهُ النَّمْــــرُودُ
فَــإِذَا السِّــيَاسَــةُ ...
رُقْعَـةٌ
وَبَيَـادِقٌ تَلْهُو بِهَا الأَقْــدَارُ
كَيْـــفَ تُرِيـــدُ :
مَنْ كَانَ فَــوْقَ الشُّــمِّ
يُرْفَـــعُ سَيِّدًا
عَبْــدًا ...
إِلَى أَدْنَــى الحَضِيــضِ
يَعُـودُ
وَكَذَا العَبِــيدُ
مَتَـــى أُطِيحَ بِسَــيِّدٍ
تَنْـهَالُ مِنْــهَا،
لِلْقَــصَاصِ،
جُـــهُودُ
جَعَلُـوا الشَّـمَاتَةَ
مُنْتَــهَى مَقْصُــودِهِمْ
فَأَتَـى،
بِعَــكْسِ نِتَاجِـــهِ،
المَقْصُــودُ
فَالقِـــرْدُ،
مَا أَنْ تَنْتَـهِي شَطَـــحَاتُهُ،
حَتَّى تُـــرَى،
تَحْــتَ القِنَاعِ،
أُسُــودُ
وَالفَاجِــرُ
السَّــفَّاحُ
فَـــوْرًا يَرْتَدِي ثَـوْبَ المُنَاضِـلِ
حَظُّـــهُ التَّأْيِيـــدُ
***
رَبَّـــاهُ
أَيُّ الكَائِـــنَاتِ أَرَى
هُـنَا؟
صَـــدَّامُ ؟
أَمْ مُسْتَنْــسَخٌ مَوْلُــــودُ ؟
رَبَّـــاهُ
أَيُّ تحَـَــوُّلٍ
نَقَّـــاهُ مِـنْ أَوْسَاخِ أَمْسِـــهِ
فَهْــوَ
مِنْهُ جَــدِيدُ
مِنْ يَـوْمِ أَسْــرِهِ
وَالمَــكَارِمُ كُلُّــهَا مِـنْ خُلْــقِهِ،
فَهْوَ الفَـــتىَ المَوْعُـودُ،
وَهْـوَ المُــدَافِعُ عَــنْ حمًِى مَغْصُـوبَةٍ،
وَهْوَ الكَرَامَـةُ،
وَالفِــــدَا، وَالجُـــودُ،
وَهْـوَ الشَّجَاعَــةُ،
فَــوْقَ خَوْفِـهِ تَرْتَقِي،
لاَ البَطْـشُ يُرْهِبُـــــهَا
وَلاَ التَّهْـدِيدُ
أَهْـــدَوْهُ،
يَوْمَ العِــيدِ،
ثَوْبَ ضَحِــيَّةٍ،
عَــذْرَاءُ صَفْحَـتُهَا،
لهَاَ التَّمْجِـــــيدُ
اُنْظُــرْهُ
كَيْــفَ سَمَا
فَأَضْحَـى صُـورَةً لِبُطُـــولَةٍ،
هُوَ رَمْـــزُهَا المَشْــهُودُ
هَلْ كَانَ لِلإِغْــــرِيقِ مِنْهُ
نَمُـــوذَجٌ
قَدْ صِــيغَ لِلْـــمَأْسَاةِ عَنْــهُ
نَشِـيدُ ؟
قَصَــدَ المِنَصَّـــةَ
ثَابِتًا
مُتَمَاسِـــكًا
بِالحَـــبْلِ يَهْــــزَأُ
أَنْفُـهُ
وَالجِــيدُ
وَعَلاَ بِرُوحِــهِ
فَوْقَ وَعْــــدِ مَنِــيَّةٍ
وَالجِـسْمُ مِنْــهُ
سَمَا بِــهِ التَّجْـــرِيدُ
فَغَــدَا
كَـــبَارِقِ رَايَــةٍ
خَفَّاقَــةٍ
وَالـرَّمْزُ
ذِكْـــرٌ دَائِــمٌ
وَخُلُـــودُ
أُسْطُـــورَةٌ
دَبَّـــتْ عَلَى أَقْــدَامِهَا
فَإِذَا خُطَاهُ
صَـــوَاعِقٌ
وَرُعُـــــودُ
وَإِذَا دِمَاهُ
جَـرَتْ كَمَــنْبَعِ وَاحــــةٍ
يَفْـــدِي العِـرَاقَ نَخِيــلُهَا
وَجَــرِيدُ
فَبَكَـاهُ
مَنْ بِالأَمْـــسِ كَانَ يَـــذُمُّهُ
وَأُعِــــدَّ إِكْلِـــيلٌ لَـــهُ
وَوُرُودُ

***

لَمْ أَدْ رِ :
كَيــفَ وَجَدْتُــنِي أَرْثِـي لَـهُ ؟
وَمَــتَى
تَبَـــلَّلَ مَدْمَــعٌ
َوَخُــدُودُ ؟
فَرَأَيْتُــنِي،
وَالــدَّرْبُ لِلنِّسْـــيَانِ لاَ يُفْضِــي،
بِـدَرْبِ الصَّفْـحِ عَنْـهُ،
أُشِـيدُ
فَإِذَا القَــوَافِي العَاصِــيَاتُ
تُطِيعُــنِي
وَعَـــلَى المَــشَاعِرِ
يَسْتَــبِدُّ قَصِــيدُ
وَيَسِيــلُ مِنِّي الدُّمْــعُ،
تَجْرِي دِجْـلَةٌ
فَيَثُـــورُ مَجْــــرَدَةٌ لَـــهَا
وَزَرُودُ
[4]

وَيُطَـــهِّرُ المَقْتُـولَ مِـــنْ أَدْرَانِــهِ
صَفْــحٌ
بِـهِ شَعْـبُ الكِـرَامِ
يَجُـــودُ
وَأَرَى الـذِي اغْـــتَالَ الأَسِــيرَ،
بِعَارِهِ وَبِكُـــلِّ وِزْرِهِ،
يَنْحَـــنِي
وَيَمِـــيدُ
وَأَرَى القَصِــيدَ
غَــدَا رِثَـاءً خَالِـصًا
يَتْلُــوهُ شَعْــبٌ بَاسِـــلٌ
وَصَـمُودُ
لاَ نَـوْحَ فِيـــهِ
وَإِنَّـــمَا تَرْنِيــمَةٌ
تَشْـدُو بِهَا،
فِــي العَالمَـِــينَ،
حُشُــودُ
وَبِهَا،
لِذِي العَــقْلِ السَّلِـــيمِ،
مَوَاعِـظٌ
وَبِهَا
يُغَـــنِّي البُلْـــــبُلُ الغِــرِّيدُ
فَيَقُــولُ :
لاَ لِلقَــهْرِ،
لاَ لِعَــمَالَــةٍ،
لاَ لِلتَّشَـــفِّي ...
إِذْ يَعُــــودُ العِــيدُ يَومًا
بِهِ لِـــرُبَى العِـــرَاقِ تَحَـــرُّرٌ
وَتَوَحُّـــدٌ،
وَلِبَائِعِــــيهِ
قُيُـــودُ
يَـوْمًا
لِنَحْــرِ الغَاصِبِـــينَ بِكَيْـدِهِمْ
وَلهِـــدِّ عَـــرْشِهِ،
كَمْ سَعَى النَّـمْرُودُ
يَوْمًا
لِكَوْنٍ عَـــــادِلٍ،
بِمَحَــــبَّةٍ تَبْنِــيهِ،
وَالإِنْسَانُ فِـــيهِ
جَـــدِيدُ
يَحْـــيَا
بِمَنْآى عَـنْ غُــلاَةِ تَسَلُّـطٍ
يَأْوِيهِ
صَـرْحٌ لِلسَّـــلاَمِ
عَتِـــــيدُ
الغزالة / المنستير / تونس – من 30 ديسمبر 2006 إلى 18 جانفي 2007
[1] جمع تلفزة أو تلفزيون[2] جمع كامرا وهي آلة التصوير[3] الكلمتان الفرنسيتان السائدتان في لغة السينما وتعنيان على التوالي القيافة والتركيب[4] مجردة وزرود أهمّ نهرين في تونس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

القصة والتراث

تكريم الهكواتي

أنا أيضا ... حوماني